عشية انعقاد الدورة 26 لمؤتمر المناخ (COP26) شهر نونبر المقبل باسكتلندا، عقد المجلس الوطني لحقوق الإنسان يومه السبت 30 أكتوبر 2021، لقاء مع "شباب مغربي ملتزم للتحدي للتغيرات المناخية" بمشاركة 27 شابة وشابا يمثلون 17جمعية من كافة جهات للمملكة.
تميز اللقاء بمشاركة كل من السيدة آمنة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، السيدة شرفات أفيلال، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء سابقا، والسيد سيمون مارتن، سفير بريطانيا بالمغرب، ومداخلة للسيد ديفيد ر. بويد، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان وتغير المناخ.
"نطمح من خلال هذا اللقاء إلى تعزيز تفاعلنا مع الشباب انطلاقا من موقعنا كمؤسسة وطنية لحقوق الإنسان تعد طرفا أساسيا وفاعلا في جهود مكافحة التغيرات المناخية، خاصة فيما يتعلق بالجوانب الحقوقية، ومتابعة مسلسل بلورة أهداف التنمية المستدامة ...لأننا متأكدون أن الشباب هم المعنيون بتحديات التغيرات المناخية الآن ومستقبلا وهم من سيتصدون لها عبر مبادراتهم وتعبئتهم واقتراحاتهم..."، السيدة بوعياش خلال افتتاح اللقاء.
مضيفة أنه "من الضروري الانفتاح على الأفكار الجديدة والحلول المبتكرة لضمان استشراف عقلاني وواقعي لمجمل التحديات التي تطرحها التغيرات المناخية، خاصة عبر تعزيز مشاركة الشباب، لأنهم يشكلون أولى الضحايا، ذلك أن التبعات السلبية للتغير المناخي ترافقهم في وقتنا الحالي وتمتد لترهن مستقبلهم".
ولم يفت السيدة بوعياش الترحيب بهذه المناسبة بقرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في 8 أكتوبر 2021، حيث تم الاعتراف، ولأول مرة، بالحق في بيئة نقية وسليمة ومستدامة حقا من حقوق الإنسان ودعوة جميع دول العالم إلى تكثيف الجهود من أجل إعمال هذا الحق.
نفس القرار وصفه السيد ر. بويد، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان وتغير المناخ والتشريعات الإقليمية، في مداخلة عن بعد، بالخطوة التاريخية غير المسبوقة التي يعود الفضل في اعتمادها جزئيًا إلى التعبئة والترافع القوي الذي قام به الشباب.
مضيفا بأن الحق في بيئة آمنة ونظيفة وصحية ومستدامة يتمتع بحماية قانونية في أكثر من %80 من الدول، بما في ذلك المغرب، وذلك من خلال المعاهدات والدساتير والتشريعات الإقليمي".
ومن جانبها، نوهت السيدة شرفات أفيلال، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء سابقا، بانفتاح المجلس على فئة الشباب الذي يعد الفاعل الرئيسي القادر على صنع التغيير ولعب دور حاسم في قضية مواجهة التغيرات المناخية، باعتبار أن جيل الشباب اليوم هو الجيل الأخير الذي يمتلك الحل للحد من الأزمات الناتجة عن التقلبات المناخية.
وذكرت بضرورة التزام الدول بتعهداتها من أجل الحد من التغيرات المناخية، التي تعتبر القارة الافريقية أولى ضحاياها، من أجل تحقيق تنمية بشرية عادلة ودامجة.
سفير بريطانيا بالمغرب، السيد سيمون مارتن، نوه بالدور الريادي الذي يلعبه المغرب من خلال جهوده للحد والتصدي للتغيرات المناخية من خلال المبادرات المبتكرة التي يتخذها وطنيا وقاريا ودوليا. مضيفا أنه هناك ثلاث أهداف سيتم العمل على تحقيقها خلال مؤتمر المناخ (COP26)، تتمثل أساسا في احترام اتفاق باريس وضمان تطبيق التزامات الدول، توفير التمويل وضمان التكيف مع التغييرات المناخية، ضمان مبادرات ملموسة في مجالات رئيسة مثل الطاقة النظيفة والنقل النظيف، الخ.
جدير بالتذكير أن هذا اللقاء التفاعلي، الذي سيتوج باعتماد "إعلان شباب مغربي ملتزم بالتصدي للتغيرات المناخية"، يتضمن عرضا تأطيريا مفصلا حول "مكافحة التغيرات المناخية: المستجدات على المستوى الدولي، التحديات وآفاق العمل" من تقديم السيدة هاجر الخمليشي، عن شبكة العمل المناخي في العالم العربي، بالإضافة إلى عرض حول الشباب والتغير المناخي، الخ.