أكدت السيدة السعدية وضاح، رئيسة اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان لجهة الدار البيضاء-سطات، على أهمية استثمار الفرص التي تتيحها تقنيات الذكاء الاصطناعي لدعم الشباب وتحفيزهم على ابتكار حلول فعالة لمختلف الرهانات التي تواجه مجتمعاتهم، وتأهيلهم لمواجهة التحديات المحتملة التي يطرحها التقدم التكنولوجي بشكل مسؤول وأخلاقي.
جاء ذلك في مداخلتها خلال اللقاء التفاعلي حول "مشاركة الشباب: فرص وتحديات الذكاء الاصطناعي" الذي نظمه المجلس الوطني لحقوق الإنسان بشراكة مع كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالجديدة، يوم الخميس 19 دجنبر 2024 بالكلية، في إطار مشاركته في الدورة الثانية للمعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب.
وأبرزت السيدة وضاح أن اللقاء يعكس حرص المجلس على إعمال مبدأ المشاركة من خلال الاستماع إلى آراء الشباب ومواقفهم إزاء القضايا الناشئة ذات الصلة بالرقمنة والذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن المؤسسة تدرج هذه المواضيع ضمن اهتماماتها الرئيسية من خلال رصد ومواكبة ما يترتب عن استخدام التكنولوجيا من مخاطر قد تمس جوهر حقوق الإنسان.
ومن جانبه، أكد السيد السعيد المسكيني، عميد الكلية، أن هذه المبادرة تنسجم والدينامية الجديدة التي تشهدها المملكة المغربية، والمتمثلة في الأوراش الحكومية التي تروم دعم الشباب وتعزيز انخراطهم في مختلف المجالات، ووضعهم في صلب النموذج التنموي الجديد، مع إعداد استراتيجية مندمجة تتوافق مع تطلعاتهم. كما أشار إلى أن الذكاء الاصطناعي قد أصبح قوة محركة في كافة مناحي الحياة، مما يستدعي بلورة رؤية شاملة لاستثماره من أجل تفعيل مشاركة الشباب.
اختتم اللقاء أشغاله بمجموعات تفاعلية صاغ خلالها الشباب عدة توصيات ومقترحات، أبرزها تشجيع المبادرات الإبداعية التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتسخير التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي لتعزيز فعلية الحقوق، لاسيما الحق في التعبير والحصول على المعلومة، وتوفير منصات رقمية لإبداء الرأي وتقييم السياسات العمومية تفعيلا لانخراط الشباب في الشأن العام، وتلقين مبادئ المشاركة السياسية، بالإضافة إلى استحداث ضوابط لضمان احترام قيم حقوق الإنسان في الفضاء الرقمي.