خصص المجلس الوطني لحقوق الإنسان حيزا مهما من تقريره الموضوعاتي حول احتجاجات جرادة لكرونولوجيا هذه الاحتجاجات (من الصفحة 13 إلى الصفحة 19) بهدف تقديم المعطيات والمعلومات المحصل عليها، سواء عبر الرصد المباشر، واستكمال تفاصليها عبر تجميع وتوثيق الأخبار المتواترة عن هذه الاحتجاجات، أو عبر مصادر إعلامية وطنية ومحلية متعددة، أو من الاتصالات المتواصلة مع عدد من الجمعيات المحلية والفاعلين المدنيين من أجل تتبع تطور الاحتجاجات. فضلا عن الاطلاع على مضامين التحقيقات الإعلامية وتقارير الهيئات الحقوقية.
وكانت مدينة جرادة قد عرفت منذ بداية نونبر 2017 عددا من الاحتجاجات وبشكل متقطع على "الرهن العقاري" الذي سجلته وزارة المالية (قباضة الرباط) على مجموعة من المساكن التي تم الحصول عليها عن طريق عقود بيع لعدد من العمال السابقين في "شركة مفاحم المغرب". وقد تصاعدت تلك الاحتجاجات بعد امتناع المواطنين عن أداء فواتير للكهرباء اعتبروها باهظة. ثم ازدادت حدة إثر وفاة الشقيقين "حسن وجدوان" في بئر عشوائي لاستخراج الفحم.
وقد استمرت هذه الاحتجاجات إلى حدود يناير 2019 مع تسجيل احتجاجات ذات طابع غير سلمي يوم 14 مارس 2018، حيث سجلت مواجهات بين القوات العمومية والمتظاهرين. وتجدّدت بعد هذا التاريخ الاحتجاجات وتواصلت بشكل متقطع وبأشكال تعبيرية مختلفة.
- أشكال الاحتجاجات:
بناء على عملية الرصد التي اضطلعت بها اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة الشرق، تم تسجيل أشكال متعددة للاحتجاجات التي عرفتها مدينة جرادة، نذكر منها:
- الاعتصام الذي نظم بعد مسيرة المشي على الأقدام نحو مدينة العيون الشرقية؛
- الإفطار الجماعي بنقط الاحتجاج ببعض أحياء المدينة (حي المسيرة، ساحة المنار، ساحة الشهداء، أولاد أعمر، حاسي بلال...)؛
- إطفاء أضواء البيوت؛
- الإضرابات العامة: التي نظمت في أكثر من مرة والتي غالبا ما كان المواطنون يتجاوبون معها، بحيث كانت تسبب شللا شبه تام تجلى في إغلاق المحلات التجارية والمقاهي والصيدليات والأسواق وتوقف وسائل النقل...؛
- مسيرات سلمية، جابت شوارع المدينة وحمل خلالها المحتجون الرايات الوطنية، مطالبين بالعدالة الاجتماعية والمجالية وبإيجاد بديل اقتصادي لمدينتهم وفتح تحقيق في الوفيات التي وقعت في الآبار العشوائية لاستخراج الفحم بعد إغلاق "شركة مفاحم المغرب"؛
- طقطقة الأواني المنزلية، حيث لجأت مجموعات من ساكنة المدينة إلى طقطقة الأواني المنزلية بعد صلاة العشاء ببعض الأحياء الشعبية، في بعض المرات، ومن أسطح وشرفات المنازل، استجابة لدعوات كان يتم تعميمها على مواقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك والواتساب)؛
- توقيع العرائض، إذ نظم بعض المواطنين حملة لتوقيع عرائض تنفي قيام المتابعين في "ملف احتجاجات جرادة" بتحريضهم على الاحتجاج؛
- مشاركة مجموعة من المواطنين المقيمين بالقرى (تكافايت، عين بني مطهر، المريجة، تويسيت، كنفودة) في الاحتجاجات.
- كرونولوجيا الاحتجاجات:
وفيما يتعلق بكرونولوجيا الاحتجاجات التي عرفتها مدينة جرادة، فيمكن حصر أهم محطاتها، في الفترة الزمنية التي يغطيها تقرير جرادة، فيما يلي:
1. 28 نونبر 2017: محاولة تنظيم اعتصام قرب عمالة إقليم جرادة ومسيرة نحو مقر ولاية جهة الشرق بوجدة، احتجاجا على غلاء فواتير الكهرباء للشهور الأخيرة من سنة 2017، حيث توصل سكان المدينة بفواتير اعتبروها مرتفعة وامتنعوا عن أدائها.
2. 20 دجنبر 2017: تجمهر عدد كبير من المواطنين ب"حي المسيرة بجرادة" للتضامن مع أحد المواطنين، احتجاجا على نزع عداد من منزله من طرف مستخدم من المكتب الوطني للماء والكهرباء وتعرض أربعة (4) شبان في اليوم الموالي للاعتقال من منازل عائلاتهم بسبب مشاركتهم في هذا التجمهر وإطلاق سراحهم بعد ساعات من ذلك.
3. 22 دجنبر 2017: تنظيم مسيرة احتجاجية نحو عمالة إقليم جرادة بعد انتشال جثتي الشقيقان (حسن وجدوان) ووفاتهما أثناء استخراجها للفحم من بئر عشوائي، والاعتصام أمام مستودع الأموات ومطالبة عائلتهما بجبر الضرر العاجل والمنصف.
4. 25 دجنبر 2017: تنظيم مسيرة احتجاجية، بعد مراسيم دفن الشقيقين، من المقبرة اتجاه عمالة الإقليم والإعلان عن تشكيل لجنة لتأطير الاحتجاجات.
5. 29 دجنبر 2017: خوض إضراب عام وتنظيم وقفة احتجاجية بجرادة استجابة للبيان الذي تم تعميمه بوسائط التواصل الاجتماعي والصادر عن التمثيليات النقابية بالمدينة (مرجع) (CDT , UMT , UGTM, FDT, UNT)، وقد شارك في هذه الوقفة الاحتجاجية مواطنون قدموا من جماعات وقرى الإقليم (تكافايت، عين بني مطهر، المريجة، تويسيت، كنفودة). وتم رفع شعارات لإيجاد بدائل اقتصادية بمدينة جرادة وإقليمها، ومحاسبة المسؤولين الذين شاركوا وأشرفوا على تصفية ممتلكات «شركة مفاحم المغرب".
6. 01 يناير 2018: تنظيم احتجاج لمواطنين ببعض الأحياء الشعبية بالمدينة، بعد صلاة العشاء، ولجوئهم إلى قرع الأواني، ومكوث بعضهم داخل البيوت وقيامهم بالطنطنة من أسطح ومشارف المنازل بعد إطفاء أضوائها، وذلك من أجل تذكير المسؤولين بضرورة تحقيق مطالبهم، وفي مقدمتها خلق بديل اقتصادي لجرادة. وقد تم تعميم الدعوة إلى هذا الشكل الاحتجاجي الجديد على مواقع التواصل الاجتماعي.
7. 19 يناير2018: خوض إضراب عام وتنظيم مسيرة سلمية احتجاجا على استمرار الوفيات ب"الساندريات" والمطالبة بالبديل الاقتصادي لمدينة جرادة وبمحاسبة المسؤولين عن تهميشها وعدم تنفيذ المشاريع التي تم إقرارها بالبرنامج الاقتصادي الذي صاحب إغلاق "شركة مفاحم المغرب".
8. 06 فبراير 2018: تنظيم مسيرة رفع فيها المحتجون"البطائق الصفراء" احتجاجا على استمرار الوفيات داخل آبار الفحم العشوائية.
9. 07 فبراير 2018: تنظيم مسيرة بالشموع ابتداء من السابعة مساء والدعوة إلى إطفاء أضواء المنازل، للتعبير عن رفض المقترحات التي تقدم بها كل من وزير الطاقة والمعادن ووزير الفلاحة والصيد البحري...
10. 17 فبراير2018: الدعوة إلى فترة من "الهدنة وتعليق الأشكال الاحتجاجية" لدراسة مقترحات الحكومة ومنح السلطات العمومية الوقت الكافي لتنفيذ الالتزامات والوعود التي قدمتها السلطات المختصة.
11. 03 مارس 2018: خوض إضراب عام وتنظيم مسيرة سلمية جابت شوارع المدينة،احتجاجا على وفاة أحد المواطنين (ف. ق) الذي تعرض لصعقة كهرباء بمنجم عشوائي لاستخراج الرصاص بجماعة تويسيت التابعة ترابيا لإقليم جرادة. وقد تجمهر المحتجون الذي وفدوا من مختلف أحياء المدينة وجماعات الإقليم بالساحة المحادية لعمالة الإقليم، وهم يضعون "شارات حمراء على أياديهم"، تعبيرا عن رفضهم للحلول التي اقترحتها الحكومة واعتبارها غير كافية لتلبية مطالبهم.
12. 08 مارس 2018: تنظيم بعض نساء مدينة جرادة لمسيرة سلمية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، جابت خلالها شوارع المدينة في اتجاه "ساحة الشهداء". وقد رفعت فيها شعارات تستنكر الوضع المتردي الذي تعيشه النساء في المدينة وتطالب بصون كرامتهن وتمكينهن من حقوقهن باعتبارهن مواطنات متساويات مع الرجال.
13. 09 مارس 2018: محاولة منع اعتقال (م.د) أثناء تواجده رفقة عدد من نشطاء آخرين، وسط تجمع في سوق أسبوعي بمدينة جرادة، لتعبئة المواطنين للخروج إلى الشارع والمشاركة في مسيرة احتجاجية مقررة يوم 11 مارس 2018.
14. 10 مارس 2018: أوضح بيان صادر عن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بوجدة أن سبب اعتقال (م.د) ليس له علاقة بالاحتجاجات التي تعرفها مدينة جرادة، وأن " الأخبار الرائجة تبقى عارية من الصحة ولا تمت إلى الحقيقية بصلة؛ ذلك أنه بعد التحريات الجارية في الموضوع من طرف الضابطة القضائية تبين أن الأمر يتعلق بحادثة سير، ارتكبت من طرف المعني بالأمر بتاريخ 8 مارس الجاري على الساعة الواحدة صباحا، وأن الأبحاث ما زالت جارية في الموضوع".
- تسلق أربعة (4) متظاهرين من شباب المدينة عمودا للاتصالات وهددوا بالانتحار في حال لم يتم إطلاق سراح ثلاث (3) أشخاص تم اعتقالهم، ويتعلق الأمر ب: (م.د) و(أ.ل) و(ب.ع).
15. 11 مارس 2018: تنظيم مسيرة سلمية انطلقت من "ساحة المنار " ومرت على أحياء "المسيرة" و"ولاد أعمر" و"حاسي بلال"، لتتجه نحو مدينة العيون الشرقية التي تبعد عن جرادة بحوالي خمسين (50) كلم. وقد رفعت فيها شعارات تطالب بخلق بديل اقتصادي للمدينة وبمحاسبة المسؤولين عن الوضع القائم بالمدينة وإيجاد حل لمشكل الماء والكهرباء بالإضافة إلى إطلاق سراح المعتقلين الثلاث. وقد حظي هذا الشكل الاحتجاجي بتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين عبروا عن دعمهم لمطالب المحتجين. وقد قضى المحتجون ليلتهم معتصمين بالشارع العام بمدينة العيون الشرقية.
16. 12 مارس 2018: خوض إضراب عام بمناسبة، ما أطلق عليه المحتجون، "أربعينية عبد الرحمان شهيد الغيران" الذي توفي في فاتح فبراير 2018 داخل إحدى الآبار العشوائية لاستخراج الفحم ب"حاسي بلال" قرب مدينة جرادة.
17. 13 مارس 2018: صدور بلاغ لوزارة الداخلية يمنع المظاهرات غير المرخص لها في الطرق العمومية، حيث أوضح: منع التظاهر غير القانوني بالشارع العام والتعامل بكل حزم مع التصرفات والسلوكات غير المسؤولة، حفاظا على استتباب الأمن وضمانا للسير العادي للحياة العامة وحماية لمصالح المواطنات والمواطنين «. حيث قرر عدد من المتظاهرين – ومنهم عمال مناجم الفحم–تنظيم اعتصام مفتوح داخل أحد "آبار استخراج الفحم المتواجد بغابة قرب المنطقة المعروفة ب: F4بطريق "سيدي أحمد بن الشيخ".
18. 14 مارس 2018: انتشار خبر ارتماء أربعة عمال داخل البئر المذكور عبر مواقع التواصل الاجتماعي والواتساب، ومقاطع فيديو تظهر لحظة ارتماء المعنيين في البئر، وتعالي صراخهم وصياحهم وطلبهم النجدة؛
نشر توضيح من طرف المستشفى الإقليمي لجرادة ينفي خبر ارتماء أربعة اشخاص بالبئر
19. 15 مارس 2018: صدور بلاغ لوزارة الداخلية تعلن فيه أنه تم إبلاغ السلطات القضائية المختصة بفتح تحقيق حول ترويج صور لمصابين بجروح في وقائع جرت بالشرق الأوسط والادعاء أنها لأعمال عنف مارستها القوات العمومية بمدينة جرادة
20. 08 أبريل 2018: الدعوة إلى المكوث داخل المنازل وإخلاء الشوارع وتعليق لافتات على المنازل مكتوب عليها "غي عتاقلنا كاملين" في إشارة إلى التضامن مع المعتقلين.
21. 09 أبريل 2018: خوض إضراب عام بمدينة جرادة، بالموازاة مع تقديم عدد من المتابعين أمام المحكمة الابتدائية بوجدة.
22. 19 أبريل 2018: الدعوة إلى صيام وإفطار جماعي في نقاط تجمع المتظاهرين، وتنظيم مسيرات انطلاقا من الأحياء الشعبية في اتجاه المحطة الطرقية وحمل الحقائب للتلويح بمغادرة المدينة.
23. 10 ماي 2018: تنظيم حملة توقيع المواطنين بجرادة على عرائض تنفي قيام المتابعين بتحريضهم على الاحتجاج (عاينت اللجنة إدلاء دفاع المتابعين بنسخ من هذه العرائض إلى رئيس الهيئة خلال جلسة للمحكمة الابتدائية).
24. 13 ماي 2018: تنظيم مسيرة وسط مدينة جرادة ووقفات احتجاجية في عدة أحياء بالمدينة، تضامنا مع المعتقلين والمطالبة بإطلاق سراحهم.
25. 13 يناير 2019: تنظيم وقفة احتجاجية أمام باب السجن المحلي بوجدة تضامنا مع معتقلي احتجاجات جرادة. و ذلك بعد خوض عدد من المعتقلين إضرابات عن الطعام و منع البعض منهم من اجتياز امتحانات نهاية الأسدس الأول برسم السنة الجامعية 2018 ـ- 2019. وقد رفعت خلال هذه الوقفة شعارات تطالب بوضع حد للمضايقات التي يتعرض لها المعتقلون المعنيون والإفراج الفوري عنهم.
26. 12 أبريل 2019: إعلان رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بمناسبة تنظيم لقاء تواصلي حول إحداث الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب، استعداد المجلس للاستماع والتفاعل مع عائلات معتقلي احتجاجات جرادة والحسيمة.
27. 05 يونيو2019: استفادة (سبعة وأربعين "47") من معتقلي احتجاجات جرادة الذين كانوا يقضون عقوباتهم من العفو الملكي بمناسبة عيد الفطر.