أشادت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، السيدة آمنة بوعياش، بالانخراط الكبير لجميع المتدخلين في مشروع ترميم وتهيئة فضاء معتقل تزمامارت وبالتزامهم الذي ينم عن روح المواطنة العالية، ليتحول إلى فضاء للحياة وفضاء لمجتمع مغربي نجح في تدبير ذاكرته الأليمة وبناء ذاكرة جديدة منفتحة على الجميع.
وأعلنت السيدة بوعياش خلال ترؤسها، يومه الجمعة 17 دجنبر 2021 بإقليم ميدلت، بمعية عامل عمالة إقليم ميدلت السيد مصطفى النوحي، لاجتماع لجنة تتبع تهيئة فضاء تزمامارت، أن المجلس سيعمل على توثيق هذه التجربة الرائدة والنموذجية وهذا المسار الاستثنائي في التقائية أداء مختلف القطاعات الوزارية والإدارات الترابية ومختلف المتدخلين في هذا المشروع، مضيفة أن هذه الوثيقة ستكون جاهزة خلال تدشين هذا الفضاء بداية سنة 2022.
وذكرت في نفس السياق بأن هذه التجربة الاستثنائية وغير المسبوقة ستمكن من تحويل فضاء تزمامارت إلى فضاء للفرح والحياة بكل ديناميته الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والبيئية، ليكون أول فضاء يخرج للوجود في مسار المصالحة وحفظ الذاكرة.
وشددت السيدة بوعياش على أن المجلس سيعمل مع مختلف الشركاء على ترصيد هذا الإنجاز الهام من خلال إشراك الساكنة المحلية، نساء وشبابا، في النهوض بالعمل السوسيو-ثقافي والاقتصادي لفضاء تزمامارت باعتبارهم يشكلون أولوية في إنجاح هذا المشروع.
وفي سياق تأكيدها على أهمية هذا المشروع، الذي يندرج في إطار متابعة تنفيذ توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة بخصوص حفظ الذاكرة وعدم التكرار، أعلنت رئيسة المجلس أن "وحدة حفظ الذاكرة والنهوض بالتاريخ المغربي ومختلف روافده" ستعقد أول اجتماع لها خارج المقر المركزي للمجلس، معتبرة ذلك إشارة قوية سياسيا وحقوقيا بغية النهوض بالمنطقة في أفق انفتاحها مستقبلا، كما سيقوم أعضاء الوحدة بزيارة الفضاء وتفقد مرافقه.
وتجدر الإشارة إلى أن الكلفة الإجمالية لهذا المشروع تفوق 18 مليون درهم وأن نسبة تقدم الأشغال به بلغت 95% بفضل التزام جميع القطاعات المعنية، فيما سيتم استكمال عدد من المشاريع الثقافية والاجتماعية تهم قطاعات الصحة والشباب والأوقاف في نهاية شهر دجنبر 2021.