صباح يومه الجمعة 10 ماي، كان زوار المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته التاسعة والعشرين، على موعد مع انطلاق فعاليات رواق المجلس الوطني لحقوق الإنسان، الذي يتزامن هذه السنة مع تخليد المجلس للذكرى العشرين لإحداث هيئة الإنصاف والمصالحة تحت شعار "عشرينية الحقيقة والإنصاف والمصالحة.. ذكرى محطة ومسار".
وكما جرت العادة منذ دورات، كانت الانطلاقة مع فقرة الأنشطة الثقافية والفنية الصباحية، التي استضافت أطفال اللجنتين الجهويتين لحقوق الإنسان بجهة الشرق وجهة سوس-ماسة بالإضافة إلى أطفال المدرسة العمومية الإمام الشافعي بالرباط، الذين أمتعوا زوار الرواق بفقرات فنية وإبداعية تروم التحسيس بقيم المواطنة والتربية على حقوق الإنسان.
أقوى لحظات هذه الفقرة الصباحية كانت أوبريت Vivons ensemble من تقديم تلميذات وتلاميذ إعدادية المختار السوسي بإقليم طاطا باللغات العربية والأمازيغية والإنجليزية والفرنسية. كلمات الأغنية تتحدث عن السلم في العالم وعن حقوق الطفل.
وسيكون لزوار رواق المجلس، مواعيد صباحية قارة مع هذه الفقرات الفنية ينشطها أطفال الجهات الاثنتي عشرة للمملكة. مواعيد ستكون مناسبة للتفاعل مع تعبيرات الأطفال والإنصات لقضاياهم وأصواتهم وإبداعاتهم، تفعيلا لمبدأ مشاركة الأطفال الذي يترافع المجلس من أجل مأسسته.
الإبداع الأدبي حاضر في رواق مجلس حقوق الإنسان منذ اليوم وطيلة أيام المعرض. أول ضيفة لفقرة "الأدب والإبداع: ترميم وبناء المستقبل المشترك"، كانت الأديبة الغابونية "إيفاه شارلين" وروايتها "نساء بيدي بيدي" التي تحكي عن معاناة وآلام النساء ضحايا الحرب بجنوب السودان اللاجئات بمخيم بيدي بيدي شمال أوغندا. الرواية تكريم للنساء اللواتي عانين من العنف لشجاعتهن وصمودهن وقدرتهن على الكفاح وإعادة بناء أنفسهم.
وفي أولى ندوات رواق حقوق الإنسان، قارب كل من الأساتذة أحمد عصيد، باحث ومدافع عن حقوق الإنسان، والحسين بويعقوبي، أستاذ الأنثربولوجيا بجامعة إبن زهر ومصطفى قادري، أستاذ التاريخ بجامعة محمد الخامس بالرباط، موضوع "ترسيخ الهوية الوطنية متعددة المكونات والروافد: إقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية"، حيث أكدوا على الرمزية القوية التي يمثلها إقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية بالمغرب على المستوى الوطني والقاري والدولي، وكونه يشكل تتويجا لمسار مأسسة الأمازيغية لغة وهوية وإشارة سياسية قوية للمساهمة في إعمال طابعها الرسمي في مختلف مجالات الحياة، وكذا على دوره في تعزيز مكانة اللغة والهوية والثقافة الأمازيغية وفي تغيير رؤية المغاربة للغة والثقافة الأمازيغية وتاريخها.
موضوع اللقاء الثاني كان "المشاركة المواطنة للشباب في ظل التحولات الاجتماعية"، حيث استضاف الأستاذ مصطفى المريزق، عضو المجلس الوطني لحقوق الإنسان، السيد إدريس الكراوي، الذي قارب رفقة الشابين أيمـن شاكير وياسين التيال، مدى تأثـر فئـة الشـباب بالتحـولات الثقافيـة والسياسـية والاقتصاديـة التي تتعمـق في ظـل تنـامي وقـع التطـور التكنولـوجي.
وجدير بالذكر أن زوار الدورة 29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، المنظم ما بين 09 و19 ماي 2024 بالرباط، سيكونون على موعد يومي للتفاعل مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان، في فضاء رواقه المنظم هذه السنة تحت شعار "عشرينية الحقيقة والإنصاف والمصالحة.. ذكرى محطة ومسار"، وذلك احتفاء بالذكر العشرين لإحداث هيئة الإنصاف والمناصفة.