أعطت السيدة آمنة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، انطلاقة "الأيام الجامعية وحقوق الإنسان"، التي تنظمها اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة سوس-ماسة، بشراكة مع جامعة ابن زهر بأكادير وكلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية بآيت ملول، من 7 إلى 9 مارس 2022.
وأعلنت رئيسة المجلس في كلمتها الافتتاحية بأن مختلف اللجن الجهوية لحقوق الإنسان ستعقد لقاءات نقاش وتداول مماثلة حول موضوع العنف القائم على النوع، وذلك في الفترة ما بين مارس ونونبر 2022، في إطار الحملة السنوية التي أطلقها المجلس حول "تشجيع ضحايا العنف على التبليغ لمناهضة الإفلات من العقاب".
وفي إطار فعاليات هذه الأيام الجامعية، ألقت رئيسة المجلس محاضرة افتتاحية حول موضوع "العنف القائم على النوع الاجتماعي.. الفضاء الجامعي نموذجا"، استهلتها بتقديم إحصائيات المندوبية السامية للتخطيط، التي تفيد بأن 46 في المئة من النساء بالفضاء العائلي يتعرضن للعنف بمختلف أشكاله، بما فيه العنف الجنسي، وأكثر من 5 ملايين امرأة مغربية وأكثر من 22 بالمئة من الطالبات والفتيات بفضاءات التربية والتكوين، بما فيها الجامعية، يتعرضن للعنف القائم على النوع الاجتماعي.
وفي معرض حديثها عن الدور الهام للجامعة في خدمة المجتمع، اعتبرت السيدة بوعياش أن "انخراط الجامعة في النقاش حول العنف القائم على النوع، يشكل جزء لا يتجزأ من مسؤوليتها المجتمعية، والتي تتحدد في الواقع من خلال قدرتها على الاضطلاع، إلى جانب وظيفتيها الأساسيتين، التعليم والبحث العلمي، بوظيفة ثالثة وهي خدمة المجتمع، والتي تجد معناها العميق في المساهمة في بناء مجتمع المعرفة، تكوين الكفاءات، وبناء ثقافة المواطنة، ومواكبة التحولات القيمية بالأبحاث والدراسات لمواكبة ومساعدة المجتمع على التعاطي معها بشكل إيجابي، من خلال الانحياز لقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، الفكرية والسلوكية والتنظيمية". وشددت على أن هذا الدور يجعل من الجامعة صديقة لحقوق الإنسان، بل حليفا استراتيجيا للمدافعين عن الحقوق والحريات، وليس شريكا فحسب.
وأبرزت السيدة بوعياش أن تواتر المعطيات العمومية حول حالات العنف القائم على النوع في الفضاء الجامعي أصبح يسائل المجلس الوطني لحقوق الإنسان، والفاعلين المؤسساتيين وغير المؤسساتيين، لمناهضة العنف القائم على النوع، لأنه، تضيف، "يهدر وينتهك حقوقا أساسية للنساء في التعليم، في المعرفة، في الصحة، في الشغل، ويكون أحد النتائج غير المباشرة التي تعوق الحق في المشاركة".
جدير بالذكر أن هذه الأيام الجامعية الأولى، التي تخصص لموضوع "العنف ضد النساء"، تندرج في إطار تفعيل البرنامج السنوي للجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة سوس-ماسة، وتهدف إلى نشر وترسيخ ثقافة وقيم حقوق الإنسان في الوسط الجامعي، بالإضافة إلى تشجيع خلق بنيات البحث العلمي في مجال حقوق الإنسان والتشجيع على خلق أندية طلابية في مجال حقوق الإنسان.