أكدت السيدة آمنة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أن العنف ضد النساء لا يزال أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارا في العالم، وهو "انتهاك يعيق ويلغي تمتع المرأة بالحقوق الأساسية ويعدم كرامتها ويخلف آثارا طويلة الأمد على ضحاياه ومحيطهن".
وأضافت رئيسة المجلس، في كلمة تليت نيابة عنها بمناسبة افتتاح الورشة التفاعلية التي نظمها المجلس صباح يومه الجمعة 29 نونبر 2024، في إطار فعاليات الأيام الأممية "16 يوما من الفعاليات لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي"، أن تطور تكنولوجيا المعلومات ووسائل التواصل الاجتماعي وانتشار استعمالها قد يؤدي إلى امتداد وتكريس العنف ضد المرأة في العالم الافتراضي، مشيرة إلى أن الفضاءات الخاصة تعد من أكثر الأمكنة التي تتعرض فيها النساء والفتيات إلى العنف.
وفي هذا الصدد، ذكرت رئيسة المجلس بتحذير المقررة الخاصة المعنية بالعنف ضد النساء من كون استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، دون اعتماد نهج مناسب قائم على حقوق الإنسان، يمكن أن يسهم في زيادة التمييز القائم على النوع وتفاقم العنف ضد النساء والفتيات، مضيفة أنها أوصت بأن تتصدى الدول وفق مبدأ بذل العناية الواجبة لأشكال العنف الجديدة في الفضاء الرقمي باعتبارها انتهاكات لحقوق الانسان تندرج في الإطار الأوسع للتمييز ضد النساء والفتيات.
وفي نفس السياق، استحضرت السيدة بوعياش تسجيل المجلس في عدد من تقاريره السنوية والموضوعاتية التأثير المتزايد لاستعمال التكنولوجيا الحديثة على تصاعد العنف ضد النساء وعلى تزايد انتهاكات الحق في الحياة الخاصة للنساء والفتيات، كما ذكرت بنتائج التقرير الذي أصدره المجلس عقب اختتام الحملة التي نظمها على امتداد سنة من أجل تشجيع التبليغ عن العنف ضد النساء والفتيات ومكافحة الإفلات من العقاب وكذا بنتائج التقرير الذي أصدره المجلس حول حماية حقوق الطفل في سياق زلزال 8 شتنبر 2023.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الورشة التفاعلية، التي تميزت بمشاركة مجموعة من الفعاليات الجمعوية، سلطت الضوء على مواضيع أبرزها: العنف ضد النساء في الفضاء الرقمي وخلال الأزمات؛ تأثير تغير المناخ على تفاقم العنف والتمييز ضد الفتيات؛ آثار العنف الرقمي ضد النساء والفتيات؛ آليات المواكبة والتكفل بالنساء والفتيات ضحايا العنف، إلخ.