اختار المجلس الوطني لحقوق الإنسان رواق نويكَة للفن المعاصر بقصبة الأوداية بالرباط لعرض إبداعات فنية لأطفال وشباب عبروا بواسطة الريشة والألوان عن تمثلاتهم حول عقوبة الإعدام وأحاسيسهم وآراءهم حول قضية الحق في الحياة.
في هذا الرواق الفني الذي يتواجد بقلب قصبة الأوداية التي تزخر بحمولة تاريخية فريدة، وفي هذا الزقاق الشعبي الذي ينسجم مع اختيار المجلس الرامي إلى إشراك التلاميذ في هذا المشروع الفني والإنساني، ينظم المجلس الوطني لحقوق الإنسان من 10 إلى 17 دجنبر 2021 معرضا فنيا تحت شعار "أرسم الإلغاء.. من أجل مغرب بدون عقوبة الإعدام".
وفي كلمتها في افتتاح المعرض مساء الجمعة 10 دجنبر، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، أشادت رئيسة المجلس بالأطفال والشباب الذين أبدعوا هذه اللوحات الفنية وبطرق تعبيرهم عن الحق في الحياة وتفكيرهم فيه وتخيلهم له، كما نوهت بالتوسع المستمر لقاعدة شبكة المناهضين لعقوبة الإعدام بالمغرب بانضمام نساء ورجال التعليم لهذه الشبكة التي تضم البرلمانيات والبرلمانيين والمحاميات والمحامين والصحافيات والصحافيين، ... متوقعة أن تنضم إليها إطارات مهنية أخرى.
وفي نفس السياق، أكدت السيدة بوعياش أن موقف المجلس الثابت من مسألة إلغاء عقوبة الإعدام يندرج في إطار مهامه وثوابته القائمة على حماية حقوق الإنسان والنهوض بها.
كل هذه الأفكار والمشاعر يعبر عنها بطرق مختلفة تلميذات وتلاميذ العديد من المؤسسات التعليمية، وذلك من خلال تفاعلهم، أثناء زيارتهم للمعرض، مع المعلومات والأفكار التي تقدم لهم حول عقوبة الإعدام والحملة الدولية التي ينخرط فيها المجلس الوطني لحقوق الإنسان الذي ما فتئ يدعو الحكومة المغربية إلى إلغاء هذه العقوبة اللاإنسانية من القوانين المغربية، وكذا من خلال قراءاتهم المتعددة لما ترمز إليه اللوحات الحبلى برسائل الأمل في مستقبل بدون إعدام.. مستقبل يسمو فيه الحق في الحياة.
هذه اللوحات بمثابة دعوة للمتلقي للتمعن في مدى فظاعة وقساوة عقوبة الإعدام، التي يقابلها الحق في الحياة بكل ما يرمز إليه من طموح وحرية وتسامح وإنسانية ... أطفال وشباب عبروا بكل عفوية عن اقتناعهم بأن الإبقاء على عقوبة الإعدام يتناقض مع دستور المملكة الذي ينص صراحة على سمو الحق في الحياة، وذلك انسجاما مع المواثيق الدولية التي صادق عليها المغرب، واعتبروها قتلا باسم القانون وانتقاما وليست عدالة ولا إنصافا للضحايا.
ويضم المعرض حوالي 30 لوحة هي ثمرة عمل مؤطرين بيداغوجيين وفنانين امتزجت معه براءة أطفال وشباب في إطار هذا المشروع المتميز بحسه المواطن. "مشروع يسائل مخيالهم وروحهم النقدية ويدعوهم للتساؤل من خلال تزويدهم بالمعلومات والمعارف وسبل التفكير لتوسيع آفاق فهم قضية مجتمعية مثل قضية عقوبة الإعدام"، تقول السيدة آمنة بوعياش رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان.
وجدير بالذكر أن التوجه العالمي يسير نحو إلغاء عقوبة الإعدام حيث سجل ارتفاعا في عدد الدول التي ألغت العقوبة في القانون أو الواقع إلى 144 دولة إلى حدود سنة 2020، كما تزايد عدد الدول التي صوتت إيجابيا على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاص بوقف تنفيذه عالميا، وبلغ 123 دولة في دجنبر 2020، فضلا عن التقدم في وضع بروتوكولات إقليمية وفي مقدمتها التحضيرات لبروتوكول الاتحاد الإفريقي المتعلق بالإلغاء، كما أن ثلثي الدول المنضوية في منظمة المؤتمر الإسلامي ألغت الإعدام.