"هذا الاحتفاء تعبير صريح واعتراف واضح بمساهمة النساء المغربيات في مسار التحولات المجتمعية التي عرفتها بلادنا خلال العقدين الأخيرين وتأكيد لدورهن الرائد في التصدي للانتهاكات"
نظم المجلس الوطني لحقوق الإنسان صباح يومه الجمعة 8 مارس 2024، بمقره بالرباط، لقاء حول مساهمات المرأة المغربية في مسار الحقيقة والإنصاف والمصالحة، وذلك تخليدا لليوم العالمي لحقوق المرأة والذكرى العشرين لإحداث هيئة الإنصاف والمصالحة، بحضور ضحايا سابقات وعائلات ذوي الحقوق ومتابِعات لأشغال هيئة الإنصاف والمصالحة.
وفي كلمة لها بالمناسبة، ثمنت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، السيدة آمنة بوعياش، تعاون مؤسسات القوات المسلحة الملكية والمديرية العامة للأمن الوطني والدرك الملكي وتفاعلها المتواصل والجاد مع مسار العدالة الانتقالية بالمغرب. واعتبرت اختيار تيمة "مساهمات المرأة المغربية في مسار الحقيقة والإنصاف والمصالحة" للاحتفال باليوم العالمي للمرأة لهذا العام " كتعبير صريح واعتراف واضح بمساهمة النساء المغربيات في مسار التحولات المجتمعية التي عرفتها بلادنا خلال العقدين الأخيرين، وتأكيد لدورهن الرائد في التصدي للانتهاكات".
كما عبرت رئيسة المجلس عن امتنانها للأدوار الرائدة لهؤلاء النساء في تمكين الحركتين النسائية والحقوقية بالمغرب من أطر متمرسة ومتمكنة فكرا وممارسة. أطر يحفظ لهن التاريخ إسهاماتهن المتميزة في حفظ ذاكرة سنوات الرصاص من النسيان عبر الشهادات والمرويات، من أجل إحقاق الإنصاف والعدالة والانخراط في الإصلاحات المهيكلة ببلادنا.
وفي نفس السياق، أكدت السيدة بوعياش أن المرأة المغربية "كانت دوما ولا تزال فاعلة محورية في سياق تطور مجتمعي وفكري ومفاهيمي يندرج ضمن مسار وطني لتحقيق المساواة والمناصفة. مسار سيتواصل من أجل تغيير المفاهيم والأفكار التي تجانب قيم حقوق الإنسان وتمس بكرامة المرأة". مؤكدة بالمناسبة يقينها التام أنه "بمثابرتنا وعزيمتنا وتطلعاتنا، سننجح في كسر كل المعيقات التي تسعى إلى تهميش المرأة".
وختمت رئيسة المجلس كلمتها بالتأكيد على أن "كل مقاربة لموضوع المساواة والمناصفة، تحتاج إلى فهم أوجه التفاعل بين الجوانب الحقوقية والمجتمعية والأبعاد التنموية وتعميق قراءة واقع المجتمع المغربي لتجديد الأجوبة ضمانا لتماسك مكوناته". مضيفة أن مسار المساواة بالمغرب، هو مسار انطلق وطنيا وامتزج بما هو كوني، وسيتواصل من أجل تغيير العقليات ومواجهة كل ما من شأنه أن يمس بحقوق المرأة أو أن يهمش أدوارها.
من جهتها، استعرضت السيدة فاطنة البيه، الكاتبة والفاعلة الحقوقية والمعتقلة السابقة، في شهادتها تجربتها مع الاعتقال بصيغة المؤنث ودور الكتابة الأدبية في توثيق التاريخ، تاريخ النساء المناضلات وعائلات المعتقلين…حتى تتمكن الأجيال الصاعدة من اكتشاف شجاعة الأمهات والأخوات والزوجات وانخراطهن في مسلسل التغيير…".
وقد تخللت هذا اللقاء فقرات فنية من إبداع مجموعة من الشابات، توزعت بين أداء كورال شابات فضاء الإبداع بالدار البيضاء وتقديم لوحات تشكيلية لشابات في وضعية إعاقة عبرن في إبداعاتهن عن معاناتهم مع الإعاقة، بالإضافة إلى عرض شريط يوثق لمبادرات المجلس في مجال الترافع من أجل حقوق المرأة.
وكان مسك ختام هذا اللقاء تكريم رئيسة المجلس للسيدة مباركة بلعربي، إطار بالمجلس، لدعمها المتواصل للضحايا ولذوي الحقوق في مجال التغطية الصحية، "نكرم اليوم سيدة كرست مسارها المهني للاشتغال بشكل وثيق مع ضحايا ماضي الانتهاكات وذوي الحقوق في إطار أشغال هيئة الإنصاف والمصالحة، وواكبت بتفان والتزام القضايا التي يشتغل عليها المجلس الوطني لحقوق الإنسان" السيدة آمنة بوعياش.