شارك المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ممثلا بأمينه العام، السيد منير بنصالح، يومه الخميس 9 مارس 2023، في فعاليات المنتدى التمهيدي لحقوق الإنسان بعاصمة الشيلي، سنتياكو، المنظم أيام قليلة قبل انعقاد الدورة الثالثة للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان بالأرجنتين (20-24 مارس 2023).
ويهدف هذا الموعد الإقليمي، حسب المنظمين، إلى التفكير الجماعي، في إطار من التضامن واحترام التنوع، حول قضايا تهم أساسا "التربية، الذاكرة وحقوق الإنسان"، "المناخ وحقوق الإنسان" و"المقاولات وحقوق الإنسان" واقتراح حلول ستشكل أساسا للترافع وإغناء أشغال المنتدى العالمي لحقوق الإنسان الثالث بالأرجنتين.
وفي كلمته الختامية لأشغال هذا اللقاء، اعتبر الأمين العام للمجلس أن مشاركة المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بالمغرب في هذا المنتدى يعد تجسيدا لقيم حقوق الإنسان المشتركة بين المغرب والشيلي، وعموما بين دول الجنوب الكبير في إفريقيا وأمريكا اللاتينية داعيا، في هذا الصدد، إلى تعزيز العمل المشترك ومشددا على أهمية تبادل التجارب والممارسات الفضلى الكفيلة بترصيد هذه المكتسبات.
كما ذكر أن تنظيم منتدى الشيلي لحقوق الانسان يأتي أسابيع بعد انعقاد منتدى الرباط العالمي لحقوق الإنسان الذي تميز بمشاركة أزيد من500 مشارك من أزيد من 50 دولة اساسا من افريقيا وأمريكا اللاتينية نجحوا في بلورة توصيات تم دمجها في الوثيقة النهائية للمنتدى حول مواضيع همت أساسا الهجرة، العدالة الانتقالية والتغيرات المناخية.
وأكد أن مستوى مخرجات منتدى الرباط الأخير ترجم "قدرة الخبراء والمدافعين عن حقوق الإنسان من الجنوب الكبير على إثراء معايير حقوق الانسان، بل وبلورتها، بعيدا عن الباراديغمات القديمة التي تجعل هذا الجنوب الكبير، خصوصا إفريقيا وأمريكا اللاتينية، حقلا تمارس فيه الأستاذية في المجال.
وفي سياق استعراضه لتجربة المغرب الفريدة في مجال العدالة الانتقالية، أكد السيد بنصالح لضيوف منتدى الشيلي أن المغرب عمل على دسترة توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة، معتبرا أن حفظ الذاكرة يمكن أن يتم بطرق مبتكرة من بينها الثقافة والفنون وجميع أشكال التعبير الممكنة الأخرى.
وفي إطار تقاسم التجارب الفضلى مع دول الجنوب، لم يفت أمين عام المجلس التذكير بالمسار الذي أطلقه المغرب من أجل مراجعة مدونة الأسرة، وتفاعل المجلس معه بحر هذا الأسبوع من خلال الإعلان عن إنشاء مجموعة عمل تتولى تقديم مقترح الإصلاح، من خلال التفكير والنقاش التعددي، بما يتماشى مع الدستور والمعايير الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان.
يذكر أن اختتام أشغال منتدى الشيلي، الذي تميز بمشاركة فعاليات حكومية وثلة من الخبراء والأكاديميين، قد تم بحضور كل من سفيرة المملكة المغربية بالشيلي، السيدة كنزة الغالي، وزير التربية والتعليم بالشيلي والسكرتارية الفرعية لحقوق الإنسان وسكريتارية المناخ، إلى جانب المركز الدولي للنهوض بحقوق الإنسان-اليونيسكو.