أكدت السيدة بوعياش أن المجلس يؤمن بأن أكبر معركة من أجل المساواة هي التعليم، الذي يعد الرافعة الأساسية لتملك ثقافة حقوق الإنسان وإطارها المرجعي. حيث لا يمكن تحقيق المساواة وضمان التمتع بالحقوق دون الرقي بمستوى المعرفة.
جاء ذلك في إطار مشاركة رئيسة المجلس في جلسة افتتاح أشغال المؤتمر الدولي حول "دراسات النوع الاجتماعي، الجامعة وثقافة المساواة"، المنظم يومه الجمعة 29 مارس 2019 بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، إلى جانب غولدا الخوري، ممثلة اليونسكو في العالم المغاربي، جمال الدين الهاني، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية، وممثلي كاتب الدولة لدى وزير التربية الوطنية ورئيس جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء.
وبهذه المناسبة، نوهت السيدة بوعياش، التي اعتبرت قضية المرأة من بين أولويات المجلس، ب"عمل الباحثين، الذين يزودوننا بمصادر قيمة ويسلطون الضوء على القضايا التي يجب أن تستأثر باهتمامنا وتشكل مركز عملنا، ذلك أنه رغم اعتماد العديد من الاتفاقيات الدولية التي تضمن وتعزز الحقوق الإنسانية للنساء، ورغم التقدم المحرز على المستوى التشريعي والآليات الجديدة ذات الصلة بحماية حقوق المرأة، غير أن النساء ما زلن يتعرضن للتمييز".
وفي معرض الحديث عن البحث الأكاديمي المتعلق بالنوع، أكدت رئيسة المجلس أن الدراسات والبحوث حول حقوق المرأة والنوع تكتسي أهمية كبرى للنجاح في تشخيص موثوق للواقع الذي نعيش فيه، أخذا بعين الاعتبار المعطيات القانونية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للدولة، التي لا تزال تسجل نسبة أقل للنساء النشيطات، بينما 18٪ من أرباب الأسر هم من النساء، حيث تعمل غالبيتهن في القطاع غير المهيكل.
كما أن موضوع زواج القاصرات، الذي ما زال المجلس يرفع حملة حوله بشعار "تزويج القاصرات: إلغاء الاستثناء...تثبيت القاعدة القانونية"، يعكس انتشار العنف ضد الفتيات ومحدودية التغيرات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي تعرفها بلادنا. وهذا يبين جليا أن المسار الذي بدأ نحو تحقيق المساواة لا يتوافق مع إرادة المواطنين المعبر عنها ولا مع الأحكام الدستورية المعتمدة.
يذكر أن هذا اللقاء، الذي جمع ثلة من الأكاديميين والباحثين المنخرطين في دراسات النوع، يهدف إلى تقاسم التجارب واسترعاء اهتمام صناع القرار والجامعات والعموم لأهمية وضرورة إنشاء دراسات النوع وتعميمها، بصفتها رافعة لإحداث التغيير الاجتماعي اللازم من أجل تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة وكذا التنمية.
وفي هذا الإطار، انكب المشاركون في هذا اللقاء، الذين ينحدرون من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوربا، على تدارس مجموعة من المحاور والإجابة على مجموعة من الأسئلة تهم أساسا "أي نوع للتدريب على النوع الاجتماعي والمساواة في الجامعة"، "ما هي مناهج الدراسات حول النوع الاجتماعي"، فضلا عن تقديم كتاب "النوع والجامعة في المغرب. الحالة الراهنة والآفاق"، الخ.