نظمت اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان طنجة-تطوان-الحسيمة بشراكة مع جمعية حنان لرعاية الأطفال في وضعية إعاقة بتطوان، مائدة مستديرة حول ''انتهاكات حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة بمدونة الأسرة والتعديلات المأمولة''، وذلك زوال يوم الأربعاء 13 دجنبر 2023، بتطوان.
وأكدت السيدة سلمى الطود، رئيسة اللجنة الجهوية، في كلمتها، على أن المجتمع المدني شريك أساسي واستراتيجي للنهوض بثقافة حقوق الإنسان والإسهام في النقاشات العمومية الهادفة، معتبرة أن المرحلة الحالية المتعلقة بفتح ورش إصلاح مدونة الأسرة، التي أعطى انطلاقتها جلالة الملك محمد السادس في يوليوز 2022، هي محطة تاريخية يجب استثمارها من أجل بلورة مدونة جديدة منسجمة مع روح الدستور ومقتضياته والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان التي صادق عليها المغرب. وأبرزت أن الدستور في فصله 34 أولى اهتماما خاصا للأشخاص في وضعية إعاقة، من خلال حثه السلطات العمومية على وضع وتفعيل سياسات من أجل إعادة تأهيلهم وتيسير تمتعهم بالحقوق والحريات المعترف بها للجميع، إضافة إلى حظر التمييز بجميع أشكاله، بما فيه التمييز على أساس الإعاقة.
وفي معرض حديثها عن أهمية الإصلاح الشامل والعميق لمدونة الأسرة، أشارت إلى ضرورة الارتكاز على أسس ومبادئ الدستور والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان من أجل الرقي بحقوق الجميع بما فيهم الأشخاص في وضعية إعاقة، والتجاوب مع انتظاراتهم ومع التطورات التي يعرفها المجتمع المغربي ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا.
من جهته، ثمن السيد عبد السلام الباكوري، رئيس جمعية حنان لرعاية الأطفال في وضعية إعاقة بتطوان، التعاون الوثيق بين الجمعية واللجنة الجهوية منذ ما يزيد عن عشر سنوات، الذي تميز بالعمل الثنائي والشراكة البناءة من أجل النهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، وخاصة الأطفال، مؤكدا أن جمعية حنان شاهدة على قدرات ومؤهلات أجيال من أطفال في وضعية إعاقة الذين أثبتوا تفوقهم وتأقلمهم وتطورهم في شتى المجالات الحياتية كالشغل، الرياضة والفن...
وتميز هذا اللقاء، الذي شاركت فيه السيدة زهور الحر، عضوة المجلس الوطني لحقوق الإنسان ومنسقة الآلية الوطنية لحماية الأشخاص في وضعية إعاقة، والسيدة أحلام عليمي، أستاذة بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بتطوان، والسيد فؤاد بنعجيبة، الكاتب العام لجمعية حنان لرعاية الأطفال المعاقين بتطوان، بمناقشة مواضيع تهم ''حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في مدونة الأسرة والتعديلات المنتظرة''، ''الحماية القانونية للأشخاص ذوي الإعاقة، الأهلية والنيابة القانونية ''، وتقديم ''قراءة تحليلية للمادة 23 من مدونة الأسرة''.
وأكد المشاركون والمشاركات خلال هذا اللقاء على ضرورة مراجعة وتعديل المقتضيات التي تخص الأشخاص في وضعية إعاقة وأهليتهم القانونية ونطاقها ومراجعة الصياغة والتعليل القانوني للمواد التي تخص الأهلية القانونية لهذه الفئة بما يتلاءم مع المادة 12 من الاتفاقية الدولية ذات الصلة، ووضع نظام لتقييم الإعاقة وإحداث المجلس الأعلى للأسرة والطفولة...
يذكر أن هذا اللقاء، الذي حضره خبراء قانونيون من قضاة ومحامين، وجمعيات المجتمع المدني العاملة في مجال الإعاقة وطلبة باحثين، يندرج في إطار انخراط المجلس الوطني لحقوق الإنسان ولجانه الجهوية في إثراء النقاش العمومي حول إصلاح مدونة الأسرة، وتدارس سبل ملاءمتها مع المواثيق الدولية والمقتضيات الدستورية.