"أزيد من 40 ألف زائر، 140 فاعل، 87 نشاط برواق المجلس الوطني لحقوق الإنسان"
اختتمت يوم الأحد 16 فبراير 2020 بالدار البيضاء أنشطة رواق المجلس الوطني لحقوق الإنسان المقام هذه السنة تحت شعار "1990-2020: مسار متواصل لفعلية الحقوق"، في إطار فعاليات الدورة 26 للمعرض الدولي للنشر والكتاب خلال الفترة الممتدة من 06 إلى 16 فبراير 2020.
مكنت أنشطة المجلس في إطار هذه الدورة من تقاسم مسار ثلاثة عقود من تاريخ المؤسسة مع زوار الرواق، الذي شكل فضاء للنقاش والترافع من أجل حقوق الإنسان، بمشاركة مجموعة من الفاعلين الوطنيين والدوليين.
وفي هذا الإطار، استقبل الرواق، الذي توفرت فيه ولوجيات الأشخاص في وضعية إعاقة بما في ذلك لغة الإشارة، حوالي 40 ألف زائر، 87 نشاطا أطرها أكثر من 140 فاعلا، 60منهانظمها المجلس و27 نظمت بشكل ذاتي من طرف منظمات غير حكومية، فضلا عن 50 نشاطا تحسيسيا وترفيهيا لفائدة أزيد من ألف طفلة وطفل، من بينهم 220 طفلا، قدموا من مختلف جهات المغرب، ليقدموا أنشطة إبداعية وفنية تتمحور حول حقوق الإنسان.
على مدى عشرة أيام إذن، التأم عدد كبير من الفاعلين الجهويين والوطنيين والدوليين (ممثلو المجتمع المدني، كتاب، باحثون، خبراء،...) للنقاش والتبادل والتفاعل حول مجموعة من المواضيع المتعلقة بحقوق الإنسان من مختلف جوانبها، انتظمت على شكل فقرات رئيسية يومية: "نقاش وندوات"، "تقديم كتاب"، "تكريم"، "رواق المجلس رهن إشارة الأطفال"، "أصوات المجتمع المدني".
كما احتضن الرواق، في إطار سلسلة الندوات وحلقات النقاش، عدة لقاءات تمحورت حول فعلية الحقوق وتحليل التطورات والتحديات والرهانات المرتبطة بممارسة مختلف فئات حقوق الإنسان ومن بينها: "السياسة الجنائية وحقوق الإنسان"، "تعزيز المساواة: أي أدوار لوسائل الإعلام؟"، "العدالة الانتقالية، من معالجة الانتهاكات إلى دسترة الحقوق"، "الشباب والمشاركة، قوة محركة من أجل التنمية"، "التنوع الثقافي والتعدد اللغوي، رهانات التمتع بالحقوق وممارستها"، "المدرسة والتربية على المواطنة وحقوق الإنسان"، "الحق في التنمية والمجال الترابي".
وفي هذا الإطار، تميز اللقاء حول "العدالة الانتقالية، من معالجة الانتهاكات إلى دسترة الحقوق" بحضور السيد فابيان سالفيولي، المقرر الخاص المعني بالنهوض بالحقيقة والعدالة وضمانات عدم التكرار، الذي قام بزيارة، رفقة رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، السيدة آمنة بوعياش، لمقبرة ضحايا الأحداث الاجتماعية 20 يونيو 1981 بالدار البيضاء، وقدم محاضرة حول التحديات المعاصرة لمسارات العدالة الانتقالية بجامعة عبد المالك السعدي بطنجة، عرفت حضور عدد كبير من الطلبة والباحثين.
كما شهد رواق المجلس تقديم وقراءة مؤلفات حديثة طرحت مختلف المواضيع المرتبطة بحقوق الإنسان من بينها: "بوح الذاكرة وإشهاد الوثيقة: أحداث 3 مارس 1973" لمؤلفه مبارك بودرقة عباس، "أخلاقيات علم الأحياء وحقوق الإنسان: أي آفاق للمغرب" لمؤلفه علي بن مخلوف، "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، قراءات وإضاءات" لمصطفى العراقي، وديوان "تعبيرات وانطباعات" لعائشة بلعربي، ورواية "يستحيل المكوث" للكاتبة أميناتا باكني، وكتاب "ليالٍ بلا قمر" للكاتب عبد الرحمن خوجة، و"الإعاقة: تمثلات وتصورات حول الأشخاص في وضعية إعاقة في المغرب" للسيد جمال خليل.
وتكريسا لثقافة الاعتراف، خصص رواق المجلس لقاءات تكريم استحضر من خلالها مسارات متميزة لنساء ورجال بصموا بنضالهم الساحة الحقوقية، وذلك تقديرا لعملهم وجهودهم في مجال حماية حقوق الإنسان والنهوض بها. ومن بينهم الأستاذ محمد الإدريسي العلمي المشيشي، وزير العدل سابقا وخبير في القانون، الأستاذ أحمد عبادي، باسم الرابطة المحمدية للعلماء، الدكتورة هنو علالي، طبيبة وعضو سابق بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان، السيدة نزهة برنوصي، مناضلة حقوقية وإطار سابق بالمجلس، نزهة بنجلون، إطار سابق بالمجلس وتجربتين في الوسط المدرسي حول التربية على المواطنة وحقوق الإنسان.
بالنسبة للأطفال، وضع المجلس رواقه رهن إشارة أطفال كافة جهات المغرب، رغبة في منحهم، كفاعلين حقيقيين، فضاء مفتوحا للتبادل والتعبير والتفاعل والنقاش حول وضعيتهم والقضايا التي تهمهم بمختلف الأشكال الإبداعية من مسرح ورسم وأغاني...، فضلا عن استفادتهم من مجموعة من الورشات التحسيسية في مجال حقوق الإنسان، خاصة حول علاقة الحقوق اللغوية بالفكر.
فضلا عن ذلك، خصص المجلس فضاء بالرواق عرض فيه أزيد من 160 إصدارا تفاعل حولها الزوار، موزعة على سبعة عشر موضوعا، تهم أساسا: العدالة الانتقالية، التشريع الجنائي، الحريات الفردية، ملاحظة الانتخابات، الحقوق الفئوية (حقوق الطفل، حقوق المرأة، التربية وحقوق الإنسان، حقوق الأجانب، حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، أماكن الحرمان من الحرية، الصحة وحقوق الإنسان...)، بالإضافة إلى كتب خاصة بتكريم عدد من الفاعلين الحقوقيين، الخ.