وقفة عرفان صادقة لقامة حقوقية من الوزن العالي...المناضلة نزهة البرنوصي
مشاعر صادقة وغزيرة تلك التي ميزت لقاء تكريم المناضلة نزهة البرنوصي، والإطار السابق بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان، حيث شكل تكريمها في رمزيته فرصة لتسليط الضوء على تفان عدد من الأطر التي عملت في بناء مسار هذه المؤسسة التي استكملت ثلاثة عقود من العطاء.
لقاء التكريم الذي احتصنه رواق المجلس في إطار مشاركته في معرض الكتاب، يوم السبت 8 فبراير 2020، تميز بحضور عدد كبير من زملاء ورفقاء نزهة.
الدكتور عمر بنعمر، أحد رفاقها في النضال، أكد بتأثر كبير أنه من الصعب جدا اختصار المسار النضالي لنزهة، فبصمتها قوية، والمغرب في حاجة إلى نساء مناضلات من وزنها، ذلك أن تكريمها تكريم لجيل من الشباب الذي ناضل من أجل تحقيق ما تكرس من مكتسبات على درب حقوق الإنسان.
وبالنسبة لصلاح الوديع، نزهة هي مثال المرأة المناضلة الصامدة، الدقيقة في عملها والمتواضعة، فنزهة من النساء اللواتي كافحن في ظروف صعبة، مؤكدا في شهادته أنه تعلم منها الكثير وتجربته في العمل معها لن تنسى أبدا.
من جانبه أكد بوبكر لاركو، رئيس المنضمة المغربية لحقوق الإنسان، أنها إنسانة متفانية ومناضلة، معطاءة بلا حدود، ناضلت ووضعت بصمتها في عدة قضايا، كما ساعدت الكثير من التلاميذ على إعادة الانخراط في المدرسة. مشيرا إلى أن مبادرة التكريم في حد ذاتها دفعة لتعميق روح الدفاع عن حقوق الإنسان والتشجيع عليه.
للتذكير فالسيدة نزهة البرنوصي أستاذة متقاعدة ومناضلة، اعتقلت في أكتوبر 1985 وهي تقوم بمهامها في القسم. صدر في حقها حكم بست سنوات ولم يكن سوى محطة دفعتها للصمود والتحدي والتشبث أكثر بالدفاع عن مبادئها وقناعاتها السياسية التي تبنتها عن طواعية.
بعد إطلاق سراحها، انخرطت نزهة في الحركة الحقوقية لتلتحق بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان، حيث عملت بمهنية كبيرة واستماتة، بشهادة عدد كبير من زملائها، من أجل تطوير عمل الجمعية والدفاع عن ملفات متعددة في مجال حقوق الإنسان.
عملت بجمعية بيتي وجمعية جوار للتربية والتعليم...، لتلتحق بالطاقم الإداري لهيئة الإنصاف والمصالحة ثم المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان وبعده المجلس الوطني لحقوق الإنسان حيث كانت تشتغل على عدد مهم من الملفات المهمة المتعلقة أساسا بالنهوض بحقوق الإنسان.