وعيا من المجلس بأهمية دور المجتمع المدني في تعزيز حقوق الإنسان والحاجة إلى تقوية التفاعل بينه وبين المواطنين، يضع المجلس الوطني لحقوق الإنسان، لأول مرة، رواقه المخصص لمشاركته بمعرض الكتاب رهن إشارة المجتمع المدني، من أجل تمكينه من تقاسم انشغالاته وأفكاره مع زوار المعرض حول مواضيع شتى تتعلق بحقوق الإنسان.
وفي هذا الإطار، وضع المجلس رواقه، صباح يوم الاثنين 10 فبراير 2020، رهن إشارة جمعية "ثسغناس للثقافة والتنمية" التي جاءت من الناظور لتقديم تجربتها في مجال التعاطي مع قضية الهجرة، في لقاء عرف تفاعلا كبيرا من لدن الأطفال الذين تفاعلوا مع عرض السيد شكيب سبايسي، أحد أطر الجمعية، من خلال الأسئلة الدقيقة التي طرحوها حول الجوانب المتعلقة بالهجرة.
جمعية "ثسغناس للثقافة والتنمية" تشتغل في المؤسسات التعليمية بالناظور لنشر قيم التعايش والعيش المشترك، خاصة وأن الناظور من المدن الأكثر استقطابا للمهاجرين من دول جنوب الصحراء.
تميز اللقاء بتقديم شهادة مهاجر غيني مستقر بمدينة الناظور ويشتغل مع جمعية "ثسغناس للثقافة والتنمية". الذي أكد أنه لم يجد صعوبات من أجل الاندماج رغم أنه لم يتعلم اللغة العربية بعد. نوه بعملية تسوية الوضعية القانونية للمجاهرين والتي سمحت له بالاستقرار والعمل بالمغرب،كما تقاسم مع الأطفال مبادئ التسامح والتضامن التي وجدها لدى المغاربة.
جدير بالتذكير أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان قد أصدر في شتنبر 2013 تقريرا حول الهجرة بالمغرب يحمل عنوان "الأجانب وحقوق الإنسان بالمغرب: من أجل سياسة جديدة في مجال اللجوء والهجرة"، دعا فيه بشكل خاص إلى"بلورة وتنفيذ سياسة عمومية فعلية في مجال الهجرة، ضامنة لحماية الحقوق ومرتكزة على التعاون الدولي وقائمة على إدماج المجتمع المدني. وتفاعلا مع تقرير المجلس تم اعتماد سياسة جديدة في مجال الهجرة مكنت من تسوية الوضعية القانونية لأكثر من 50 ألف مهاجر.