عرف رواق المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالمعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته 27، المنظمة من 2 إلى 12 يونيو 2022، مناقشة وقراءة العمل الفني "أنطولوجيا الروايس" لمعده إبراهيم المزند.
وشارك في محاور هذا اللقاء، المنظم يوم الإثنين 06 يونيو 2022، كل من السيد الحسين بويعقوبي، أستاذ بجامعة ابن زهر بأكادير، والسيد الخاطر أو القاسم، مدير البحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، حيث تناولا مضامين هذا العمل وأصول موسيقى الروايس وتاريخها وتطورها عبر الزمن، وإيقاعاتها المختلفة، فضلا عن دور النساء في النهوض بهذا النوع الموسيقي وآفاق تثمينه والمحافظة عليه.
وفي تقديمه لهذا العمل الذي وصفه بصيحة صادقة لناشط ملتزم بالمسألة الثقافية بكافة أشكالها، عرف السيد محمد الشارف، مسير اللقاء ورئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة سوس ماسة، مفهوم الأنطولوجيا بكونها من أصل يوناني بمعنى "الزهرة" وتطلق أيضا على "اختيار الزهور" للدلالة على جمال الموسيقى، مشيرا إلى أن "أنطولوجيا الروايس" عمل من إنجاز جمعية "أزوان أطلس" والفرع الثقافي لـ"آنيا" (Anya)، وهي ثمرة عمل امتد على مدى عامين من البحث ومئات الساعات من التسجيل والميكساج والإتقان الذي انصب على أهم القطع الغنائية القديمة وكذلك السفراء الجدد لموسيقى الروايس. مشيرا إلى أن الهدف من هذا العمل هو تثمين هذا النمط الموسيقي ومختلف رواده بين الأمس واليوم، لكن أيضا هو عمل للتنبيه بما تتعرض له موسيقى الروايس من تحديات من أجل البقاء.
وأوضح السيد الشارف أن تقديم هذا العمل يضم 10 ألبومات تشمل مجموعة مختارة من 100 مقطع موسيقي سجلها أكثر من 80 فنانا، ويصاحب هذا العمل ثلاث كتيبات باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية تتطرق للعديد من المواضيع بما في ذلك أصول موسيقى الروايس وتاريخها وتطورها عبر الزمن، والإيقاعات المختلفة...والسير الذاتية للرواد من الروايس والروايسات.
وفي علاقة الموسيقى بحقوق الإنسان أشار السيد الشارف إلى أن الحق في الوصول إلى التراث الثقافي والتمتع به يقوم على مختلف معايير حقوق الإنسان، كالحق في المشاركة في جرد التراث التاريخي وتفسيره وتطويره والمحافظة عليه، مبرزا أن المغرب يتوفر على عرض ثقافي استثنائي، غني ومتنوع يشكل روح أراضينا وذكرى الحياة اليومية للأجيال السابقة.
ومن جهته تناول السيد إبراهيم المزند، مؤلف هذا العمل، المدير الفني لمهرجان تيميتار وVisa For Music وخبير لدى اليونيسكو، سياق إعداد هذا العمل الجماعي الذي يعتبر ثمرة مجهود العديد من الباحثين والأكاديميين والفنانين والفاعلين المؤسساتيين والميدانيين، مشيرا إلى أن الهدف منه هو تثمين فن الروايس كفن مهدد بالاندثار وإعادة إحياءه في ظل تحديات العولمة والتحول الرقمي. وفي هذا الإطار، أشار السيد المزند أنه عمل متواصل للترافع قصد إدراج فن موسيقى الروايس ضمن لائحة التراث الإنساني العالمي لليونيسكو، مؤكدا دور الشباب والشركاء من الفاعليين المؤسساتيين والمدنيين في حمايته والنهوض به.
وتناول السيد أبو القاسم، تاريخ موسيقى الروايس ومسار تطوره منذ عهد الحماية، مشيرا إلى أن أول تسجيل لموسيقى الروايس كان في عشرينيات القرن الماضي، وأن هذا الفن عرف نهضته الأولى في عهد الحماية الفرنسية من خلال ثلاث مجموعات موسيقية تقوم بتناول تيمات مختلفة (مجموعة الحاج بلعيد، مجموعة ساسبو، ومجموعة إبراهيم الدمسيري). مشيرا إلى أن أنطولوجيا الروايس تشكل تتويجا لهذا المسار المتطور عبر التثمين والنهوض.
وفي تناوله لدور المرأة في فن الروايس، قال السيد بويعقوبي أن المرأة كان لها حضور قوي في التأسيس لفن الروايس، حيث كان الهدف من ممارستهن لهذا الفن هو التحرر من ضغوطات القبيلة والأسرة، ثم مرحلة ما بعد الاستقلال التي عرفت جيلا جديدا من الروايسات المقيمات بالمدينة المستفيدات من مدارس الروايس (أحمد امنتاك، الحاج محمد ألبنسير، إلخ).