نشر في

في إطار فعاليات الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، احتضن رواق المجلس الوطني لحقوق الإنسان، يوم السبت 26 أبريل 2025، ندوة علمية بعنوان "تثمين التراث الصخري بالمغرب وحمايته"، بمشاركة خبراء وباحثين في المجال.

شهدت الندوة عرض حصيلة جرد التراث الصخري الوطني، مع تسليط الضوء على التهديدات التي تواجهه، وعلى رأسها مخاطر التخريب والسرقة. كما ناقش المتدخلون جهود مختلف الهيئات لاكتشاف وتوثيق وفهرسة عدد كبير من المواقع الصخرية، خصوصا بالأقاليم الجنوبية للمملكة.

وأكد المشاركون أن هذه النقوش، التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ وبدايات التاريخ، تشكل تعبيرات فنية وإنسانية عميقة، تعكس أنماط الحياة والمعتقدات القديمة، مما يجعلها جزء لا يتجزأ من الهوية المغربية ورافدا من روافد التراث الإنساني المشترك.

وفي حديثهم عن الخصائص الفنية والثقافية للنقوش المغربية، أبرز المتدخلون تميزها عن نقوش بلدان إفريقيا جنوب الصحراء. وأوضحوا أن المغرب، رغم اندراجه ضمن النطاق الجغرافي لشمال إفريقيا، إلا أنه يتمتع بخصوصيات فنية فريدة.

 

كما تناول النقاش كون النقوش المغربية الممتدة إلى العصر البرونزي تعكس علاقات حضارية وطيدة بين سكان الأطلس الكبير والمناطق الصحراوية، بخلاف النقوش الإفريقية جنوب الصحراء التي تميزت بمواضيع بيئية وتعبيرات رمزية مختلفة، مما يعكس تنوع البيئات والثقافات بالقارة الإفريقية.

وسلط المتدخلون الضوء على الأبعاد التاريخية والثقافية لأوجه التشابه والاختلاف بين هذه التعبيرات الصخرية، مبرزين أن التشابهات تدل على تواصل حضاري قديم، فيما تشير الفروقات إلى ثراء التقاليد وتكيف الإنسان مع محيطه البيئي.

في ختام الندوة، شدد المشاركون على أهمية حماية وتثمين التراث الصخري المغربي، معتبرين إياه رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ودعوا إلى ضرورة إدماج المجتمع المدني في جهود الحماية، والنهوض بتملك السكان المحليين لهذا التراث عبر عمليات تحسيسية وإدماجه ضمن المقررات الدراسية، لضمان نقله إلى الأجيال القادمة، خاصة مع صعوبة توفير حماية ميدانية لجميع المواقع.

وفي السياق ذاته، أوصى المتدخلون بتكثيف الدورات التكوينية لفائدة رجال الجمارك والدرك الملكي والأمن الوطني للتصدي لمحاولات تهريب النقوش، مع الدعوة إلى اعتماد التوثيق الرقمي واستثمار التقنيات الحديثة لحماية هذا الموروث الثقافي.

يشار إلى أن هذه الندوة أدارها السيد منتصر الوكيلي، مدير المركز الوطني للنقوش الصخرية، بمشاركة الأستاذ مصطفى الحمري، والأستاذ يوسف بوكبوط عن المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث.

اقرأ المزيد