ديباجة دستور منظمة الصحة العالمية: "الصحة هي حالة من اكتمال السلامة بدنيا وعقليا واجتماعيا، وليس مجرد انعدام المرض أو العجز"
بمناسبة تخليد اليوم العالمي للصحة (الذي يصادف 7 أبريل من كل سنة) المنظم هذه السنة تحت شعار "الصحة للجيميع وبالجميع"، شارك المجلس الوطني لحقوق الإنسان، يوم الاثنين 8 أبريل 2019 بالرباط، في فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للصحة لسنة 2019، التي اختارت منظمة الصحة العالمية المغرب هذه السنة لاحتضانه تحت شعار "الرعاية الصحية الأولية : الطريق نحو التغطية الصحية الشاملة" والذي سهرت على تنظيمه كل من وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية.
شكل هذا اللقاء، الذي تميز بقراءة الرسالة الملكية الموجهة للمشاركين وتوقيع ميثاق الوقاية ومراقبة الأمراض غير السارية من طرف جميع الفاعلين المعنيين، مناسبة أكد خلالها المجلس، الممثل من طرف السيد مصطفى الناوي، رئيس الدراسات والأبحاث بالمجلس، على أن الحق في الصحة يقع في صلب المنظومة الدولية لحقوق الإنسان وأن التمتع بالحق في التغطية الشاملة وفي الرعاية الصحية الأولية يتصلان اتصالا وثيقا بحقوق أساسية مثل الحق في الحياة والحق في السلامة البدنية.
مضيفا أن الحرص على توفير هذا الحق يعد التزاما دستوريا ينسجم بشكل كبير مع روح إعلان ألما-أتا حول العلاجات الصحية الأولية الذي صادق عليه المؤتمر الدولي بشأن هذه العلاجات والذي كرس مجمل ما جاء في دستور منظمة الصحة العالمية مؤكدا على مبدأ المساواة.
بلوغ هذه الأهداف التي تقع حقا في صلب أهداف التنمية المستدامة، يضيف السيد الناوي، يقتضي مساهمة فعلية من لدن جميع القطاعات الحكومية المعنية بالمحددات الاجتماعية وتشاركا مثمرا بين القطاعين العام والخاص وتفعيلا كاملا للجهوية وحضورا يقظا للمجتمع المدني والمؤسسات الوطنية المعنية بحماية حقوق الإنسان.
وأثار السيد الناوي الانتباه إلى أنه رغم وجود أرضية دستورية وتشريعية هامة في هذا المجال، فإن التغطية الصحية الشاملة والرعاية الصحية الأولية المعممة يضعان بلادنا أمام تحديات كبيرة ويتطلبان بذل المزيد من الجهود دون إغفال الجوانب المتصلة بالأخلاقيات والتكوين داعيا إلى فتح النقاش حول إمكانية التقاضي بخصوص الحصول على هذه الحقوق.
يذكر أن هذا اللقاء عرف حضور كل من رئيس الحكومة، السيد سعد الدين العثماني، والعديد من الوزراء و الشركاء على المستوى الوطني والدولي. وقد تم تنظيم مسيرة رمزية للصحة، يوم الأحد 7 أبريل 2019، تحت شعار: "الصحة للجميع وبالجميع، من الأقوال إلى الأفعال" بمنتزه الحسن الثاني بالرباط، عرفت مشاركة رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان إلى جانب كل من المدير العام لمنظمة الصحة العالمية والعديد من الوزراء وممثلي الهيئات الدبلوماسية والشخصيات الفنيّة والرياضية وكذا المنظمات الدولية.