في كلمتها الافتتاحية خلال ندوة دولية حول "حماية حقوق النساء المهاجرات في المغرب وإسبانيا،" نوهت السيدة آمنة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان إلى أن "النساء يمثلن 48 بالمئة من المهاجرين الدوليين،" مشيرة إلى أن تنامي الهجرة بين صفوف النساء هو "ظاهرة لا تحظى بالاهتمام اللازم في النقاشات والتقارير لأنه يتم التعامل مع الهجرة على أنها ظاهرة تخص الذكور بالأساس ".
وأضافت السيدة بوعياش خلال الندوة التي انعقدت بتاريخ 5 دجنبر 2023 بمقر المجلس بالرباط، أن هجرة النساء تحمل بين طياتها مجموعة من المخاطر، منها التعرض للتمييز والاستغلال والوقوع في شرك شبكات الاتجار بالبشر، موضحة أنه إلى جانب اختصاصاته ذات الصلة، اضطلع المجلس الوطني لحقوق الإنسان خلال العام الجاري، بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بمجموعة من المبادرات التي تروم تكريس الحقوق الأساسية للمهاجرين، بما في ذلك النساء، من أجل ضمان وصولهم إلى العدالة واستفادتهم من الإدماج الاجتماعي والاقتصادي والحماية الاجتماعية.
ومن جانبه، أبرز السيد خيسوس سانتشيث كارثيا، رئيس لجنة حقوق الإنسان بهيئة المحامين الكطلانيين (CICAC) ونقيب هيئة المحامين ببرشلونة، أن الهجرة متجذرة في تاريخ الإنسانية واستعرض أبرز التحديات التي تطرحها، مضيفا أن "تسخير هذه الرهانات لإرساء التنمية الإنسانية هو مسؤولية تقع على عاتقنا جميعا."
وأكدت السيدة إريكا توريغروسا، محامية ورئيسة مشتركة لرصد حقوق الإنسان بهيئة المحامين ببرشلونة (ICAB) وخبيرة في القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، ضرورة العمل المشترك لضمان ولوج النساء المهاجرات إلى حقوقهن في العدالة والتعليم والصحة وحمايتهن من التمييز والعنف ومختلف المخاطر التي قد يتعرضن لها خلال مسارات الهجرة.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الندوة الدولية التي نظمها المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بشراكة مع مرصد حقوق الإنسان بهيئة المحامين ببرشلونة (ICAB)، جاءت في سياق ديناميات الهجرة العالمية وتندرج في إطار سلسلة نقاشات ذات راهنية حول قضايا الهجرة تهم أساسا حماية حقوق النساء المهاجرات.
وتهدف هذه الندوة إلى فتح حوار معمق حول تحديات الهجرة وبلورة مقاربات جديدة وشاملة لتدبيرها، كما تهدف إلى تحليل مسارات هجرة النساء بين المغرب وإسبانيا، مع التركيز بصفة خاصة على الرهانات المرتبطة بحماية حقوقهن، سواء من الجانب القانوني أو في سياق ديناميات الهجرة بين البلدين.
وشكلت هذه الندوة، التي أثرى أشغالها خبراء من هيئة المحامين ببرشلونة والأمبودسمان (Defensor del Pueblo) بإسبانيا وتلة من الخبراء في مجال حقوق الإنسان وقضايا النوع والهجرة، فرصة لتوسيع النقاش حول أنظمة الحماية القائمة والتحديات المحتملة، في أفق صياغة توصيات عملية لتحسين وضعية النساء المهاجرات بما يعزز حمايتهن في سياق الهجرة بين المغرب وإسبانيا.