احتضن الفضاء الذي سيخصصه المجلس الوطني لحقوق الإنسان للآلية الوطنية للوقاية من التعذيب بمقره المركزي بالرباط، يوم الجمعة 12 أبريل 2019، أشغال لقاء تواصلي يهدف لاطلاع الفاعلين المؤسساتيين الوطنيين والدوليين والمنظمات غير الحكومية على آخر ترتيبات المجلس لإحداث الآلية.
في سياق الحديث عن الفضاء المخصص للآلية، أكدت رئيسة المجلس السيدة آمنة بوعياش في كلمتها الافتتاحية أن الأشغال ستنطلق لتجديده وإعادة هيكلته خلال الأسبوعين المقبلين بشكل يستجيب للمتطلبات الوظيفية لأعضاء وإدارة وخبراء الآلية.
الانتقال من مناهضة التعذيب للوقاية منه
رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان أكدت في إطار كلمتها الافتتاحية أن هذا اللقاء لحظة سياسية وحقوقية ذات رمزية، تعبر عن الإرادة المستمرة للسلطات المغربية وباقي الفاعلين والتزامهم بالانتقال من مناهضة التعذيب المنصوص عليها في مقتضيات الاتفاقية ذات الصلة إلى مرحلة الوقاية من التعذيب عبر القيام بزيارات ميدانية لكل أماكن الاحتجاز والاعتقال التي يتواجد فيها أشخاص محرومون من حريتهم وتقديم تقارير عن ظروفهم والمعاملة التي يتلقونها.
"إن لقاء اليوم هو كذلك لقاء للتأكيد على القطع مع مرحلة الانتهاكات، حيث إننا نتطلع اليوم إلى الوقاية من الانتهاكات وضمان قواعد دولة الحق والقانون داخل مراكز الحرمان من الحرية."
آمنة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان
تجدر الإشارة إلى أن هذا اللقاء هو تفعيل لتوصيات هيئة الإنصاف والمصالحة وللمقتضيات الدستورية، خاصة الفصل 22 الذي ينص على أنه "لا يجوز المس بالسلامة الجسدية أو المعنوية لأي شخص، في أي ظرف ومن أي جهة كانت خاصة أو عامة. لا يجوز لأحد أن يعامل الغير تحت أي ذريعة، معاملة قاسية أو لا إنسانية أو مهينة أو حاطه بالكرامة الإنسانية". كما أنه ترجمة عملية لتوصيات مختلف الآليات الأممية المعنية بمناهضة التعذيب والوقاية منه.
تميز اللقاء التواصلي ألدي احتضنه مقر الآلية بمشاركة المندوب الوزاري المكلف بحقوق الإنسان، السيد أحمد شوفي بنيوب، وممثلة اللجنة الفرعية لمنع التعذيب (الأمم المتحدة)، السيدة كثرين بولي. اللقاء تميز أيضا بحضور أعضاء من هيئة الإنصاف والمصالحة وشركاء المجلس بمجلس أوروبا وجمعية الوقاية من التعذيب ومركز المراقبة الديمقراطية للقوات المسلحة وفاعلين بالمجتمع المدني، بالإضافة لسفراء عدد من الدول وممثلي المؤسسات الوطنية وأعضاء اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بإفريقيا الوسطى، التي حلت ضيفة على المجلس هذا الأسبوع في إطار زيارة دراسية.