أكدت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، السيدة آمنة بوعياش، أن تعزيز آليات التدبير الذاتي بالجامعة المغربية سيمكن من التصدي لجرائم التحرش والابتزاز الجنسي، حتى لا تتحول الجامعة من فضاء للعلم والمعرفة إلى فضاء للعنف القائم على النوع الاجتماعي والاتجار بالبشر.
وأبرزت في كلمتها، بمناسبة افتتاح الملتقى الجهوي الذي نظمته اللجنة الجهوية بالدار البيضاء-سطات، بشراكة مع جامعة الحسن الثاني حول موضوع "الابتزاز الجنسي: حدود الاتجار بالبشر" في 28 مارس 2022، أن الابتزاز الجنسي يعد "تهديدا يُعْدِمُ الإرادة، خاصة في إطار علاقة تسلسلية هرمية غير متكافئة". ودعت الجامعات المغربية إلى التحلي بنفَس متجدد والتزود بإمكانيات استباقية لممارسة مسؤوليتها المجتمعية أثناء تدخُّلها في معالجة قضايا محيطها المجتمعي.
وفي معرض حديثها عن جهود المجلس للحد من ظاهرة العنف ضد النساء والفتيات، باعتباره انتهاكا لحقوق الإنسان قائما على النوع، ذكرت السيدة بوعياش بالحملة الوطنية التي أطلقها المجلس في نونبر 2021 إلى غاية نونبر 2022، والتي تسعى إلى تشجيع ضحايا العنف، بكل أشكاله، على التبليغ الذي يعد وسيلة فعالة لتعبئة المجتمع لمناهضة العنف والتحرش والابتزاز، كما أنه يساهم في تطوير النقاش العمومي والانكباب على ظاهرة العنف بالجدية الضرورية والمطلوبة.
وأضافت أن المجلس يهدف من هذه الحملة الوطنية إلى "التأكيد على عدم الإفلات من العقاب، والنهوض بالطابع الإجرامي لكل أشكال العنف، حتى لا يُطبع المجتمع مع هذه الجرائم، مع ضرورة إعمال القواعد القانونية كوسيلة حضارية لفرض التوازن داخل المجتمع وحماية نسائه وفتياته من الانتهاك الجسيم".
وأعلنت رئيسة المجلس أن هذا المنتدى الجهوي سيشكل حلقة من حلقات المنتديات الجهوية التي سَتُنَظَمُها مختلف اللجن الجهوية بشراكة مع الجامعة المغربية إلى غاية شهر نونبر 2022، والتي ستتوج بتنظيم المجلس لمناظرة وطنية بمناسبة الحملة الدولية، يختتم بها حملته الوطنية لتشجيع ضحايا العنف على التبليغ والتشجيع على مناهضة الإفلات من العقاب.
ومن جهته، أكد نائب رئيس جامعة الحسن الثاني، السيد محمد الطالبي، انخراط الجامعة في ورش مناهضة العنف ضد المرأة بشتى أنواعه في الوسط الجامعي، لأنها خطوة مهمة نحو إرساء وسط جامعي مبني على المساواة والاحترام المتبادل بين الجنسين، بما يضمن حقوق المرأة ويعزز مشاركتها الكاملة والفعالة في مسلسل التنمية. ولتحقيق هذا الهدف بادرت الجامعة، يضيف، إلى إحداث الميثاق المتعلق بالأخلاقيات وخلية لليقظة للسهر على التحسيس ورصد وتعقب أي سلوك من شأنه الإخلال بالمنظومة الجامعية بالموازاة مع إحداث "لجنة المناصفة والمساواة" و"لجنة الدمج والحياة الجامعية".
وتجدر الإشارة إلى أنه بمناسبة هذا الملتقى تم تكريم السيدة آمنة بوعياش وتم تسليمها درع الجامعة باعتبارها "رمزية صلبة للدفاع عن حقوق الإنسان".