في إطار الاستشارات الجهوية التي أطلقتها السيدة آمنة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الانسان، في فبراير 2023 من كلميم تحت شعار "أنا من يقرر مصيري“، نظمت اللجنة الجهوية لحقوق الانسان بجهة الشرق، يوم الجمعة 10 نونبر 2023، اللقاء التشاوري العاشر مع الأطفال بمدينة وجدة.
وخلال هذا اللقاء، الذي تميز بمشاركة حوالي 40 طفلا من مختلف الفئات، بما في ذلك الأطفال في وضعية إعاقة، والأطفال في تماس مع القانون، أكد السيد محمد العمارتي، رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الانسان بجهة الشرق، أن " القضايا المتعلقة بحماية حقوق الطفل والنهوض بها تحظى بمكانة خاصة في استراتيجية المجلس الوطني لحقوق الإنسان وبرامج عمله، حيث حرص على حماية حقوق الطفولة والنهوض بها استنادا على المنظومة الدولية لحقوق الإنسان والتشريعات الوطنية مع الحرص على الالتزام بها وتفعيلها وملاءمة التشريعات الوطنية مع الالتزامات الدولية للمغرب في هذا المجال".
وفي نفس الإطار، سلط السيد العمارتي الضوء على دور المجلس الوطني لحقوق الانسان ولجانه الجهوية في رصد أوضاع مختلف فئات الأطفال وبلورة عدد من التوصيات الهادفة إلى تعزيز حماية حقوق الطفل والارتقاء بها عبر الانفتاح والتنسيق والتعاون مع مختلف المتدخلين المؤسساتيين والمدنيين في مجال الطفولة.
وفي معرض حديثه عن أهمية هذه الاستشارة، أوضح رئيس اللجنة أهمية مشاركة مختلف فئات الأطفال من كافة جهات المملكة في بلورتها، مبرزا أن هذه الحملة تروم خلق فضاء متميز للاستماع إلى الأطفال واستطلاع آرائهم حول حقوقهم وأوضاعهم وتطلعاتهم وانتقاداتهم وأسئلتهم. مشددا على أهمية مأسسة مبدأ المشاركة وتيسير الولوج إلى هيئات التظلم سواء منها القضائية أو غير القضائية عبر إعطاء الفرصة للأطفال وتمرينهم على تقييم السياسات العمومية من منظور حماية حقوق الأطفال.
وشكل اللقاء مناسبة تفاعل خلالها منسق الآلية الوطنية لتظلم الأطفال، السيد عبد الكريم الأعزاني، مع الأطفال المشاركين من خلال تقديم مهام الآلية وصلاحياتها التي تتمثل في تلقي الشكايات المقدمة إما مباشرة من قبل الأطفال ضحايا الانتهاك أو نائبهم الشرعي أو من قبل الغير، فضلا عن القيام بجميع التحريات المتعلقة بالشكايات المتوصل بها ومعالجتها والبت فيها.
كما شكلت هذه الاستشارة، التي شارك فيها الأطفال في إطار ثلاث ورشات همت: "التربية والصحة والعدالة"؛ " الحماية والتدابير الوقائية الخاصة" و"الولوج إلى المعلومة والمشاركة"، فرصة للاستماع لآراءهم وتطلعاتهم فيما يتعلق بحماية حقوقهم والنهوض بها، في أفق إعداد تقرير مستقل خاص بالأطفال يهم إعمال اتفاقية حقوق الطفل وفق المعايير الدولية لمشاركة الأطفال، والذي سيتم توجيهه للجنة الأمم المتحدة لحقوق الطفل، بالموازاة مع التقرير الوطني.