شكل موضوع "المدن الدامجة والحق في الثقافة" محور لقاء نظمه المجلس الوطني لحقوق الإنسان ضمن سلسلة النقاشات التي يحتضنها رواق "تعابير الحق" بالمعرض الدولي للنشر والكتاب، يوم الأربعاء 8 يونيو 2022.
وأغنى أشغال هذا اللقاء، الذي سير أشغاله السيد عمر بن اطو، عضو المجلس والآلية الوطنية لحماية حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة بالمجلس، السيد عبد المجيد مكني، عن التحالف من أجل النهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، السيد حسن مدنان، عن الجامعة المغربية لرياضة الأشخاص في وضعية إعاقة والسيد مولاي إبراهيم ادريسي عامري، عن جماعة مراكش.
وقد أوضح السيد عبد المجيد مكني، أن تحقيق المدن الدامجة يندرج ضمن الهدف الحادي عشر من أهداف التنمية المستدامة، موضحا أن المدينة الدامجة أو الولوجة هي مدينة تتسع للجميع ويتمتع فيها جميع الأشخاص بكافة حقوقهم بما يمكن من تجاوز التمييز والوصم، مبرزا أن الولوجيات المعمارية لا تكفي لوحدها لتستجيب لاحتياجات كافة المواطنين في وضعية إعاقة، بقدر ما يجب توفير مدينة متاحة للجميع من خلال إنتاجاتها وخدماتها ومرافقها وراعية لإمكانات واهتمامات كافة الفئات وعلى مستوى كافة القطاعات (النقل، الخدمات، الإنتاجية، المرافق العمومية، الوصول إلى المعلومة...).
وفي ذات السياق، أشار السيد مكني إلى أن تحقيق هذا الهدف يستدعي منا تبني مقاربة شاملة لمواجهة التحديات التي تفرضها المرحلة (الأزمات، التحول الرقمي...)، وذلك عبر التنسيق وإذكاء الوعي لدى المواطنين والمنتخبين والمسؤولين لتوحيد الرؤى حول المدينة المنشودة، مؤكدا أهمية تعزيز آليات التواصل وفق ما تتطلبه المرحلة لتيسير تمتع الأشخاص في وضعية إعاقة بحقوقهم.
وفي حديثه عن المدن الدامجة أوضح السيد بن ايطو أن الموضوع له أبعاد قانونية وحقوقية وأخرى تقنية وذات أبعاد مرتبطة بالسياسات العمومية، الوطنية والمجالية والترابية، مؤكدا أن تحقيق مدن دامجة يقتضي إشراك كافة الفاعلين لتوفير الولوجيات في جميع المرافق وضمان استمراريتها، كحق عام مكفول للجميع.
وكتجربة نموذجية للولوجيات بمراكش، قدم السيد مولاي إبراهيم ادريسي عامري عن جماعة مراكش عرضا مفصلا، تناول فيه النصوص القانونية للولوجيات والاتفاقية الإطار للتجربة، التي تمت بين وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، ولاية مراكش وجماعة مراكش، مستعرضا مراحل مشروع التجربة النموذجية للولوجيات بمراكش، البطاقة التقنية للتجربة، الهدف من التجربة، ثم ربورتاج يبرز مراحل إنجاز المشروع وشهادات المتدخلين فيه.
وفيما يخص استفادة الأشخاص في وضعية إعاقة من الحق في الرياضة، أوضح السيد حسن مدناني أن المقاربات التقليدية لموضوع الإعاقة قد أضحت متجاوزة مشيرا إلى أن المقاربة الحقوقية تفرض نفسها كما هو منصوص عليه في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والدستور. مشيرا إلى أن الحق في الرياضة حق مكفول للجميع، يمكن الأشخاص في وضعية إعاقة من تحدي إعاقاتهم وإبراز مواهبهم وقدراتهم في المحافل الوطنية والدولية، منوها بإنجازات الأشخاص في وضعية إعاقة في المجال الرياضي خلال الألعاب البرالمبية (طوكيو 2020) والبطولات العالمية، والتي على إثرها احتل المغرب المركز 26 على المستوى العالمي في رياضة الأشخاص في وضعية إعاقة.
يذكر أنه على هامش هذا اللقاء، عرضت السيدة نادية لزرق، وهي سيدة في وضعية إعاقة، عملا فنيا عبارة عن لوحة مرسومة على الثوب، تناولت فيها رؤيتها عن موضوع الإعاقة لدى الصم وأهمية لغة الإشارات في التواصل والتعبير عن ذاتها وأفكارها.