"الحق في الثقافة لا ينبغي أن يبقى مجرد "وصفة تكميلية" تأثث الأوراق والبرامج والمشاريع بقدر ما يجب أن نجعل منه مدخلا ومرتكزا لمشاريع التنمية المندمجة الكفيلة بسد فجوة التفاوت المجالي وإنتاج مصادر جديدة للثروة".، السيدة آمنة بوعياش.
جاء ذلك في إطار يوم دراسي حول "فعلية الحقوق الثقافية، جهود الصيانة وأفق الحماية"، نظمته اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة العيون-الساقية الحمراء، بهدف إطلاق تفكير جماعي حول وضعية البحث في مجال الثقافة الحسانية بمختلف فنونها وامتداداتها. فضلا عن تشخيص الإكراهات والتحديات ذات الصلة ووضع تصورات ومنهجيات مبنية على المقاربة الحقوقية لصيانة هذا الموروث الثقافي وحمايته.
وفي سياق حديثها عن سبل حماية الثقافة الحسانية والنهوض بها، دعت السيدة بوعياش إلى تعزيز التعاون لحماية الثقافة الحسانية ووضع مخطط متكامل لحمايته، مبرزة أنه "إذا كانت بلادنا قد حسمت، منذ أكثر من عقدين، في خيار الديمقراطية والتعددية والتنوع الثقافي وتضمينه بالدستور منذ أكثر من عقد، فإن مسار الديمقراطية، لم يولي ما يكفي من الأهمية للجانب الثقافي، كمجال استثمار لا فقط مجال تدبير."
كما أوضحت رئيسة المجلس أن "فعلية الحقوق والحريات لا تقتصر على مساءلة القوانين وتقييم قدرتها على تغيير الواقع وتيسير ولوج المواطنين للحقوق الأساسية، بل كذلك إيلاء العوامل غير القانونية (Extrajuridique)الأهمية التي تستحقها، ولا سيما السوسيو-اقتصادية والثقافية منها. كل ذلك من أجل تعزيز المكتسبات التي تمت مراكمتها في مجال حقوق الانسان، والتي اجتهدنا لتأمينها، إذ من المهم ضمان امتدادها لجوانب لطالما تم تغييبها في السياسات العمومية لمدة طويلة".
ومن أجل تعزيز فعلية الحقوق الثقافية بمختلف مكوناتها الوطنية، باعتبارها مدخلا ومرتكزا للتنمية، أبرزت السيدة بوعياش أن الرهان على فعلية الثقافة الحسانية يتطلب منا النهوض بالبنيات الأساسية وتنويعها وتعميمها، وأن هذه الفعلية تستدعي، كذلك، إقرار حكامة جديدة للشؤون الثقافية تعزز الالتقائية بين قطاع التربية والتعليم، والثقافة والإعلام والشباب والجماعات المحلية والسياحة الإيكولوجية وتطوير آلية للتمويل بين الجهات من أجل تثمين الثقافة وجعلها رافعة لتجويد الولوج إلى القطاعات الاجتماعية وتعزيز مسارات التنمية والتمكين والإدماج الاجتماعي."
وعلى هامش هذا اليوم الدراسي، قامت رئيسة المجلس بجولة بمعرض حماية التراث الحساني بالعيون وزيارة المدرسة العليا للتكنولوجيا بالعيون التابعة لجامعة ابن زهر التي تستقبل طلبة مغاربة ومن دول إفريقية أخرى.
يذكر أنه تم تنظيم هذا اللقاء بشراكة مع ولاية جهة العيون-الساقية الحمراء، مجلس جهة العيون-الساقية الحمراء، وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية ومؤسسة فوسبوكراع، بتعاون مع المديرية الجهوية للثقافة بالجهة، المديرية الجهوية للصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي بالعيون، غرفة الصناعة التقليدية بالجهة وقناة العيون الجهوية.