تأكيدا على ترافعه المستمر من أجل مأسسة مشاركة الشباب وتعزيز انخراطهم في الشأن العام، نظم المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بشراكة مع مؤسسة "إدماج للتنمية" بسيدي مومن بالدار البيضاء، لقاء تشاوريا "قضايا للنظر Focus Groupes" حول "مشاركة الشباب وحقوق الإنسان: التصور، المداخل والأولويات"، يوم الثلاثاء 17 دجنبر 2024، في إطار مشاركته في الدورة الثانية للمعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب تحت شعار "المشاركة لفعلية حقوق الإنسان".
في افتتاح هذا اللقاء، شددت السيدة السعدية وضاح، رئيسة اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة الدار البيضاء-سطات، على أهمية مشاركة الشباب والأطفال في تعزيز فعلية الحقوق، مؤكدة على دورهم المحوري في تحقيق التنمية، وتمكينهم وإشراكهم في مسار بناء مجتمع قائم على العدالة والمساواة، مبرزة أن"مشاركة الشباب والأطفال ركيزة أساسية لتعزيز حقوق الإنسان وتمكينهم من الإسهام في صنع السياسات والقرارات".
ومن جانبه استعرض السيد مصطفى نجمي، مدير مديرية النهوض بالمجلس، أدوار واختصاصات المجلس وآلياته الوطنية ولجنه الجهوية، مبرزا أن هذا اللقاء التفاعلي يشكل فرصة للشباب للتعبير عن آرائهم وطموحاتهم، عبر ورشات نقاش فعالة ومجموعات عمل تفاعلية (Focus Groupes) جمعت بين الشباب والأطفال وأطرهم من أجل استخلاص تصوراتهم واقتراحاتهم وطموحاتهم بخصوص موضوع المشاركة.
فيما أكد السيد بوبكر مازوز، رئيس مؤسسة إدماج للتنمية، على أهمية مشاركة الشباب في تعزيز حقوق الإنسان والتنمية، مشددا على دور الحوار في تمكينهم وتحقيق مشاركتهم الفاعلة في صنع القرار، مبرزا أن "الشباب شركاء حقيقيون في بناء مستقبل يقوم على العدالة والمساواة"، ودعا إلى تجاوز الخطابات التقليدية نحو تحقيق مشاركة فعلية للشباب في صنع القرار.
عرف اللقاء مشاركة تفاعلية متميزة، عبر خلالها الشباب عن رؤيتهم لأهمية دورهم في الحياة العامة، من خلال طرح تصوراتهم حول المشاركة وتحديد التحديات التي تحول دون تحقيقها بالشكل الأمثل. كما أثبتت النقاشات الغنية عمق الوعي لدى المشاركين بضرورة إشراك الشباب في صياغة السياسات العمومية، باعتبارهم شركاء أساسيين في تحقيق التنمية المستدامة.
ركز اللقاء على ثلاثة محاور أساسية، حيث ناقش المشاركون ضمن ثلاث مجموعات عمل تصور الشباب للمشاركة، ناقشوا فيها مفهوم المشاركة من وجهة نظرهم، محددين مختلف أشكالها ومجالاتها، كما تطرقوا إلى التحديات التي تواجههم في هذا الصدد، مشددين على أن المشاركة حق من حقوق الإنسان يسهم في تعزيز الانتماء والفاعلية المجتمعية. كما تم التطرق إلى المداخل التي تضمن مشاركة فعالة، من خلال تمكين الشباب من الوصول إلى المعلومة، وتطوير برامج للتكوين، وتوفير بيئة محفزة تشجع على المشاركة الفعلية. كما تم التركيز على الأولويات التي يراها الشباب ضرورية لتعزيز مشاركتهم، مع التركيز على الجوانب التي تهمهم بشكل مباشر، مثل التعليم، والتشغيل، والصحة، والثقافة، والبيئة، وغيرها..
في ختام اللقاء، تم عرض مجموعة من التوصيات العملية، مثل إدماج الشباب في صياغة السياسات العمومية، وإطلاق برامج تكوينية في مجالات القيادة والمشاركة المجتمعية، وتوفير منصات للحوار بين الشباب وصناع القرار، بالإضافة إلى دعم المبادرات الشبابية المحلية وتعزيز قيم المواطنة والعمل التطوعي.