نشر في

احتضن رواق المجلس الوطني لحقوق الإنسان، صبيحة يومه الثلاثاء 11 فبراير 2020، لقاء تفاعليا حول الثقافة الحسانية من خلال استضافة الشاعر والمؤلف والإعلامي محمد مولود الأحمدي، الذي أتحف الحاضرين بمقاطع من الشعر الحساني، وألقى عرضا حول أهمية الموروث اللامادي المتمثل في الشعر الحساني.

الشاعر مولود الأحمدي أعطى نبذة عن الشعر الحساني وبدايات دخوله إلى الصحراء. فرغم الاختلاف القائم بين الروايات التي تؤرخ لبدايات الشعر الحساني، يبقى "شعر البيضان" تعبيرا عن الشاعر والمشاعر، يولد مع الإنسان الصحراوي ويلازمه في حله وترحاله. ويؤكد الأحمدي أن القادرين على تحديد تاريخ تواجد العنصر البشري في هذه الربوع هم وحدهم القادرون على تحديد تاريخ نشأة الشعر الحساني، وإن كانت العديد من الروايات تتفق على أن الشعر الحساني حل بالصحراء مع حلول أول دفعة من قبائل بني حسان العربية.

ويضيف أن هذا الشعر يحتل مكانة سامية في مجتمع "البيضان" إذ يعتمد عليه في نقل واستيفاء الأخبار وتسجيل الوقائع والأحداث، حيث يلعب هذا اللون الأدبي، إلى جانب القصة والحكاية، دورا كبيرا في تدوين التاريخ وبلورة قيم واهتمامات المجتمع، وكذا تطوير المجتمع وتوجيه سلوكاته. فالشعر الحساني حافظ على ثقافة مجتمع البيضان كما كان له الفضل في صيانة اللغة الحسانية بصفتها وعاء لحفظ ثقافة هذا المجتمع.

وإذا كان الدستور المغربي قد نص صراحة على أن الدولة تعمل على "صيانة الحسانية باعتبارها جزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية المغربية الموحدة، وعلى حماية اللهجات والتعبيرات الثقافية المستعملة في المغرب"، فقد تمحورت تدخلات الحضور في هذا اللقاء الثقافي، على إمكانية إدماج الثقافة الحسانية في المقررات الدراسية بالأقاليم الصحراوية من أجل تأسيس أرضية بيداغوجية تأخذ بعين الاعتبار تناقل الموروث الثقافي الحساني بين الأجيال وإدماجه في صلب المنظومة التعليمية، وذلك في إطار تفعيل جهوية البرامج المنصوص عليها في الميثاق الوطني للتربية والتكوين.

 

Image

وعندما نتحدث عن الموروث اللامادي الذي تجسده اللغة الحسانية وآدابها، فلا يمكن أن نفصله عن الموروث المادي لمجتمع البيضان، والذي تعد الصناعة التقليدية أهم ركائزه. فالصناعة التقليدية تعتبر ركيزة أساسية في هذه الثقافة، يقول السيد حمدي يارا، رئيس جمعية بهيا لتنمية السياحة والصناعة التقليدية بإقليم طرفاية.

هي جزء من المقومات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية التي تتميز بها بلادنا، كما أنها تشغل يدا عاملة مهمة. وتوفر للبدو الرحل كل الأدوات التي يحتاجونها في عيشهم اليومي، وعلى هذا الأساس أجمعت جل تدخلات الحضور في اللقاء على أهمية الاهتمام بالصناعة التقليدية والصناع التقليديين وعلى ضرورة حفظ ذا الموروث المادي لمجتمع البيضان في متحف وطني للصناعة التقليدية والسهر على نقلها للأجيال القادمة من خلال مراكز التكوين المهني.

اقرأ المزيد