نشر في

أكدت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، السيدة آمنة بوعياش، أن الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسبة-السيدا والفئات المفتاحية لا يحتاجون فقط للتمتع بحقهم في الصحة، لارتباطه الوثيق بالحقوق الأخرى، بل وأيضا توفير ظروف الحماية والولوج إلى العلاج الدقيق والنهوض بحقوقهم.

جاء ذلك في كلمتها الافتتاحية خلال الحفل الذي نظمته وزارة الصحة والحماية الاجتماعية مساء الإثنين 4 دجنبر 2023 بالرباط لإطلاق المخطط الاستراتيجي الوطني المندمج الأول لمحاربة فيروس نقص المناعة البشرية والأمراض المنقولة جنسيا والتهاب الكبد الفيروسي للفترة 2024-2030، وذلك بمناسبة تخليد اليوم العالمي لمكافحة السيدا (فاتح دجنبر).

وجددت السيدة بوعياش، بالمناسبة، التزام المجلس بالعمل من أجل الحد من انتقال المرض ومكافحته "باعتماد مقاربة عملية وحقوقية في الآن نفسه"، مبرزة أن هذا الاحتفال يكتسي طابعا متجددا لرفع مستوى الوعي ومواصلة تكثيف العمل متعدد الأطراف، وكذا محاربة الوصم والتمييز واللامساواة التي يواجهها المتعايشون مع فيروس نقص المناعة المكتسبة والفئات المفتاحية.

وفي معرض حديثها عن علاقات التعاون والشراكة القائمة بين المجلس ووزارة الصحة في مجال الترافع عن فعلية حقوق الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسبة والفئات المفتاحية، ذكرت السيدة بوعياش بأن هذه الشراكة "عرفت مراحل متعددة، أولها غطت 2013-2017، وثانيها 2019-2021 وتم تمديدها لسنة 2023، واليوم نطور شراكتنا ضمن استراتيجية مندمجة جديدة ذات الصلة بحقوق الإنسان وفيروس نقص المناعة البشرية، والسل والتهاب الكبد الفيروسي للفترة 2024-2030".

Image

ومن الأهداف المسطرة لاتفاقية الشراكة التي وقعتها السيدة بوعياش ووزير الصحة خالد آيت الطالب حول "الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان وفيروس نقص المناعة البشرية والسل والتهاب الكبد الفيروسي 2024-2030"، حماية حقوق الإنسان والحد من الوصم والتمييز وعدم المساواة ضد الأشخاص المصابين بهذه الفيروسات والفئات المفتاحية الأكثر عرضة لخطر الإصابة، تقول السيدة بوعياش، داعية جميع الشركاء والمتدخلين للعمل معا "لوضع الأسس الضامنة لفعلية حقوق الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة والفئات المفتاحية".

من جهته أكد السيد خالد آيت طالب، في كلمته بالمناسبة، على أن "المخطط الاستراتيجي الوطني المندمج الأول لمحاربة فيروس نقص المناعة البشرية والأمراض المنقولة جنسيا والتهاب الكبد الفيروسي للفترة 2024-2030" يروم القضاء على هذه الإصابات الثلاث في أفق 2030، وفقا لأهداف التنمية المستدامة، مشيرا إلى أنه سيتم تعبئة تمويل يفوق 300 مليون درهم من أجل تنفيذه من ميزانية الدولة، و170 مليون درهم من خلال منحة الصندوق العالمي و15 مليون درهم من خلال الخطة المشتركة للأمم المتحدة، دون احتساب الموارد الأخرى المعبأة من قبل الشركاء المؤسساتيين والمجتمع المدني.

ومن جانبها، رحبت المنسقة المقيمة لجهاز الأمم المتحدة الإنمائي بالمغرب، ناتالي فوستييه، بالتقدم الملحوظ الذي أحرزه المغرب، والذي تميز بانخفاض عدد الإصابات والوفيات الجديدة المرتبطة بالسيدا إلى النصف منذ سنة 2010، مشيرة إلى أن هذه النتائج هي نتيجة تضافر الجهود والمواقف، وأن المغرب يعد رائدا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وأكدت الرئيسة الإقليمية للصندوق العالمي بجنيف لشمال إفريقيا والشرق الأوسط، لين سوسي، في حديث عبر تقنية الفيديو، أن المغرب يعتبر شريكا مثاليا في هذا المجال ويظهر قيادة مجتمعية للتغلب على فيروس نقص المناعة البشرية، مشددة على أهمية الشروع في عملية حوار عالي الجودة وشفاف وشامل، على أساس نهج التضامن والتعاون، من أجل تكثيف الفحص وتحسين الوصول إلى الرعاية.

وتميز هذا الحفل بتوقيع عدد من الاتفاقيات بين وزارة الصحة والحماية الاجتماعية والمجلس الوطني لحقوق الإنسان وعدد من المؤسسات الدولية ومنظمات المجتمع المدني، في مجال مكافحة السيدا والتهاب الكبد الفيروسي والأمراض المنقولة جنسيا، كما تم توقيع اتفاقيات الشراكة على الصعيد الجهوي بين مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض والمديريات الجهوية التابعة لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية والمنظمات غير الحكومية في عدد من مدن المملكة، تهم تطوير المخططات الاستراتيجية الجهوية المندمجة 2024-2030، والكشف عن فيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد الفيروسي "س".

اقرأ المزيد