أكد السيد منير بنصالح، الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، أن موقع الشراكة الذي اختاره المجلس في المؤتمر الأول لرابطة كاتبات المغرب يأتي في سياق جهود المجلس للمساهمة في النهوض بالحقوق الثقافية وحفظ التراث بكل روافده التي أقرتها مقتضيات الدستور المغربي والاتفاقيات الدولية ذات الصلة، واعتبارا لكون الحق في الثقافة حقا لا يتجزأ من حقوق الانسان، ونظرا لقناعة المجلس الوطني لحقوق الإنسان بقوة الثقافة في مواجهة ثقافة العنف، ووعيا منه بضرورة دعم حقوق المرأة وتمكينها مجتمعيا وقانونيا وثقافيا.
وشدد بنصالح في الكلمة التي ألقاها نيابة عن رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، في افتتاح المؤتمر الأول لرابطة كاتبات المغرب، المنعقد بشراكة مع المجلس من 10 إلى 12 يناير 2020 بالرباط والمحمدية تحت شعار "التنمية الثقافية والمواطنة الحاضنة: إبداع – تواصل – كفاءة"، على أن المجلس يعتبر أن شراكته مع رابطات كاتبات المغرب في تنظيم هذا اللقاء جزء أساسيا من مهامه في النهوض بحقوق الانسان وتعزيزها.
مضيفا أن المجلس، بصفته مؤسسة وطنية ذات ولاية شاملة تشتغل وفق الدستور والقانون ومبادئ باريس، كما أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، يعتبر أن حماية حقوق الانسان والنهوض بها يجب أن تشمل بشكل عرضاني جميع المجالات. ف"ابداع لوحات فنية، وكتابة نصوص أدبية أو شعرية، والاشتغال في الحقل المدني (سواء في جمعيات ثقافية او اجتماعية أو بيئية ...) يعتبر أيضا وأساسا اشتغالا لتعزيز وتطوير حقوق الانسان".
وذكر الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان بمقتضيات الدستور وبالاتفاقيات والمواثيق الدولية التي صادق عليها المغرب والتي تصب جميعها في ضرورة تحقيق مبدأ المناصفة بين الرجل والمرأة وضمان حرية الفكر والرأي والإبداع بكل أشكالها، وحرية الإبداع والنشر والعرض في مجالات الإبداع الأدبي والفني والبحث العلمي...وذكر كذلك بإعلان اليونسكو العالمي بشأن التنوع الثقافي المعتمد في المؤتمر العام في دورته 31 (باريس 2001) والذي ينص في مادته 5 على أن "الحقوق الثقافية جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان التي هي حقوق عالمية ومتلازمة ومتكافلة ... وبناء على ذلك ينبغي أن يتمتع كل شخص بالقدرة على التعبير عن نفسه وإبداع أعماله ونشرها باللغة التي يختارها ...".
وختم السيد بنصالح كلمته بدعوة كاتبات المغرب إلى إدراج ثلاث نقط في نقاشهن الحالي والمستقبلي: 1.التداول بخصوص أدوار الثقافة والإبداع في حماية حقوق الانسان والنهوض بها. 2.التفاعل مع المفكر المغربي عبد الله العروي في محاضرته الأخيرة بمناسبة افتتاح "كرسي عبد الله العروي" بجامعة محمد الخامس بخصوص إشكاليات التدوين والكتابة والترجمة والكتاب. 3. انفتاح الرابطة على مبدعات وكاتبات أجنبيات مقيمات بالمغرب.
ولم يفت المتدخلات خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الأول لرابطة كاتبات المغرب، وفي مقدمتهن الأستاذة عزيزة يحضيه عمر، رئيسة الرابطة، التنويه بدعم المجلس للكاتبات المغربيات لتمكينهن من إبراز ذواتهن كمثقفات فاعلات في الحقل الثقافي والمساهمة في التنمية الشاملة التي ينشدها المغرب.