شاركت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، السيدة آمنة بوعياش، مساء الأربعاء 11 دجنبر 2024، في اللقاء الذي نظمته المندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان، بشراكة مع وزارة العدل والمجلس الوطني لحقوق الإنسان وجامعة محمد الخامس بالرباط، احتفاء باليوم العالمي لحقوق الإنسان.
في مستهل كلمة، تلاها نيابة عنها السيد محمد الهاشمي، مدير الدراسات والأبحاث، أبرزت السيدة بوعياش أن الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان يمثل لحظة تأمل وتقييم للجهود المبذولة لإعمال مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، مسجلة أن الشعار الأممي لهذا العام، "حقوقنا مستقبلنا"، يأتي في ظل سياق دولي متسم بتصاعد التوترات والنزاعات التي تغذي انتهاكات حقوق الإنسان. وأضافت أن خطابات التشكيك في كونية مبادئ حقوق الإنسان وتسييس النقاشات والازدواجية في المعايير تساهم في تقويض الجهود المبذولة لحماية حقوق الانسان والنهوض بها.
وفي معرض حديثها عن أوضاع حقوق الإنسان عبر العالم في ظل السياقات المتغيرة باستمرار، والتي تجعل السؤال حول مآلات تحقيق كونية حقوق الانسان ومسارها غير المكتمل سؤالا متجددا، أشارت السيدة بوعياش إلى أن المجلس رحب بقرار الحكومة المغربية "التصويت على التوصية العالمية للوقف القانوني لتنفيذ عقوبة الإعدام"، معتبرة ذلك خطوة نحو الإلغاء التشريعي لهذه العقوبة، وبالتالي "خطوة تاريخية في مجال حماية حقوق الانسان".
الاستثمار في المعرفة لمواجهة التحديات الناشئة
ولتعزيز حماية حقوق الإنسان، دعت رئيسة المجلس إلى ضرورة الاستثمار في المعرفة، لأنها تشكل أساسا لمواجهة الانتهاكات ودعم الضحايا وتكييف الانتهاك، وهو "انشغال مكننا من تطوير نظامنا الوطني لحماية حقوق الانسان". كما أكدت على أهمية التعاون بين المجلس والجامعات المغربية، ووصفتها بالشريك الاستراتيجي لبناء المعرفة العلمية الضرورية لفهم إشكالات حقوق الإنسان وأنها "من مصادر الحق، التي تمكن من بلورة مسارات قد تقدم حلولا مناسبة لها".
وأضافت أن المجلس يعمل على تعزيز التربية على حقوق الإنسان كمدخل أساسي لنشر المعرفة الحقوقية من خلال أنشطة التثقيف والتوعية، مشيرة إلى أن هذه الجهود تشمل تنظيم أنشطة متنوعة كنوادي حقوق الإنسان وغيرها من الفعاليات الوطنية والقارية والدولية.
وفي هذا الصدد، ذكرت بمبادرة "أكورا حقوق الإنسان" التي أطلقها المجلس، والتي تهدف إلى فتح جسور النقاش بين الباحثين والفاعلين لمناقشة القضايا المتعلقة بفعلية الحقوق والحريات. كما ذكرت بالأهمية الكبرى التي أولتها فعاليات الذكرى العشرينية لتجربة العدالة الانتقالية، التي نظمها المجلس طيلة السنة الجارية، "لدور البحث العلمي وتعزيز القدرات، باعتبارهما الشاهد على تمكن المؤسسات والمجتمع من معالجة قضاياه المتجددة وتطوير إجراءات التدخل لحماية حقوق الانسان".
وفي معرض حديثها عن التحديات الناشئة، أكدت رئيسة المجلس أن التغير المناخي والذكاء الاصطناعي يمثلان تحديين رئيسيين في مجال حقوق الإنسان. وأشارت إلى أن التغير المناخي لم يعد مجرد فرضية بل "حقيقة نعيشها جميعا ونعاني من تبعاتها"، بينما يثير الذكاء الاصطناعي قضايا تتعلق "بمناهضة التمييز والتحريض على انتشار التضليل والأخبار الزائفة وانتهاك الحياة الخاصة".
وموازاة مع هذا اللقاء، حضرت السيدة بوعياش حفل توزيع جائزة التميز للبحث العلمي في مجال حقوق الإنسان، وأعلنت بالمناسبة عزم المجلس الوطني لحقوق الإنسان طبع الأطروحة التي حازت على الجائزة الأولى وتوزيعها على جميع الجامعات والمعاهد لتعميم الفائدة.
وتميز لقاء الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان بتسليط مختلف المتدخلين الضوء على أهمية الإلمام بمقاربة مبادئ حقوق الإنسان في ضوء التطورات التي يعرفها العالم، وضرورة العمل على التصدي للصور النمطية السلبية والمفاهيم الخاطئة التي تعيق الجهود الوطنية من أجل فعلية حقوق الإنسان، ثقافة وممارسة.