نشر في

على إيقاعات ترانيم تنهل من التراث المغربي وجذوره الإفريقية لشباب في وضعية إعاقة ينشطون في "جمعية ترانيم للإيقاع الفني الإفريقي للصم"، انطلق الحفل الفني الحقوقي الذي نظمه المجلس الوطني لحقوق الإنسان مساء الإثنين 19 دجنبر 2022 بمسرح محمد الخامس تخليدا لليوم العالمي لحقوق الإنسان، والذي يتزامن مع الذكرى 75 لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

سعى المجلس من خلال الفقرات المتنوعة لهذا الحفل الحقوقي، الذي نُظم تحت شعار "تعابير الحق"، إلى "لفت الانتباه إلى الإمكانيات الواعدة والمزدوجة التي تزخر بها كل التعابير الفنية والأدبية والفكرية من أجل حماية الحق والنهوض به على مختلف المستويات والأصعدة"، تقول رئيسة المجلس، السيدة آمنة بوعياش، في كلمتها الترحيبية بمناسبة افتتاح الاحتفال. الحفل عكس تجليات حقوق الإنسان عبر مختلف التعابير الفنية والثقافية وأبرز أن "التكامل بين أساليب التعبير يعتبر سيرورة مصاحِبة لإعلاء قيم الحق".

لحظة اعتراف وتكريم...

شكل تكريم الشاعرة والروائية عائشة البصري، خلال حفل تعابير الحق، لحظة فريدة حملت الكثير من المعاني، لحظة تعكس تقدير أسرة حقوق الإنسان بالمغرب لمساهمة الروائية والشاعرة المغربية في تناول تيمة حقوق الإنسان في أعمالها الأدبية والاهتمام بالوضع الاعتباري للمرأة العربية بمختلف تجلياته.

عائشة البصري اعتبرت أن "هذا التكريم يعد لحظة فريدة ذات طعم خاص وقيمة كبرى، من أسرة حقوق الإنسان بالمغرب ومؤسسة حقوقية دستورية".

تعبيرات فنية موسيقية...
استمتع الحاضرون، من شخصيات حكومية وديبلوماسية وممثلي المؤسسات العمومية ومدافعات ومدافعين عن حقوق الإنسان بمختلف مشاربهم... بأنغام إفريقية لشبان "لا يسمعون ولا يتكلمون" لكنهم سحروا الحاضرين وأبهروهم بقدرتهم على ضبط تناسق إيقاعات الطبول بالاعتماد على إحساسهم بصدى خشبة المسرح...عرض برهن عن القدرات الإبداعية اللامتناهية لهذه الفئة وقدرتهم على رفع أكبر التحديات.

حضور "فرقة أخوات الفن الأصيل للحضرة الشفشاونية" جسد بدوره قدرة المرأة المغربية على تحدي العوائق الثقافية والاجتماعية لممارسة حقها في التعبير عن طريق التغني بالموروث الموسيقي الأصيل، الذي يشكل أحد روافد الهوية الثقافية المغربية. فتيات ونساء الحضرة الشفشاونية أبدعن بكل ما للكلمة من معنى، عزفا وغناء بأصوات شجية، فنلن استحسان وتصفيق الجمهور.

نفس الترحيب والتفاعل حظي به الأداء المتميز لمجموعة "المعلم أمليل لموسيقى كناوة" التي تمتح من الجذور الإفريقية للهوية المغربية وكذا "فرقة ولاد البوعزاوي" التي أمتعت الحضور بأغاني من ريبيرتوار تراث العيطة الشعبي، دون أن ننسى إبداع عازف الساكصفون، الشاب زكرياء أهلال، الذي أضاف لمسة خاصة لمختلف فقرات هذه الأمسية الفنية الحقوقية.

حين يتحول الشعر لوسيلة نضال...

"لأنني فتاة…هذا لا يعني أنني لا أستطيع"، كان هذا العنوان مطلع قصيدة ضمن قراءات شعرية أبدعتها الشاعرة الصاعدة حياة اترهنا، القادمة من منطقة تونفيت بجبال الأطلس لتفتح عيوننا على واقع الفتاة القروية وتدافع عن حقها في التعليم وحث قريناتها، باللغتين الأمازيغية والعربية، على الإقبال على التعلم ومحاربة تزويج القاصرات، إلخ.

وديوان "فُتات فتاة" هو أول نسخة للتلميذة حياة، والذي تم نشره بدعم من المجلس الوطني لحقوق الإنسان، حيث يضم حوالي 70 قصيدة.

باراكا باراكا…وا باراكا! من العنف ضد النساء والفتيات
إبداعات الأطفال كانت بدورها حاضرة في هذا الحفل الحقوقي لتعابير الحق من خلال عرض كبسولات لمسرحيات حبلى بالرسائل الحقوقية من أداء أطفال مدرسة ابتدائية عمومية بالرباط بشراكة مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان. رسائل تحث على احترام حقوق الطفل في التعليم والصحة وتناهض العنف ضد المرأة والفتاة. عروض مسرحية سيتم عرضها في المدارس المغربية وعلى صفحات المجلس على مواقع التواصل الاجتماعي.

مسك ختام الحفل كان التعبير الإبداعي للفنانة/الطالبة آية عمراني جمالي، التي ظلت طيلة ساعات العرض الثلاث منهمكة في رسم لوحة تؤرخ لهذا الحفل الحقوقي المتميز، وهي التي كانت قد ساهمت السنة الماضية مع طالبات وطلبة آخرين في مسابقة فنية للتعبير تشكيليا عن الحق في الحياة.  

تحميل المقال بالأمازيغية

يمكن إعادة مشاهدة حفل تعابير الحق على الرابط  

 

اقرأ المزيد