وعيا بالدور الذي يلعبه الإعلام في تعزيز حقوق المهاجرين، شكل "التناول الإعلامي للهجرة: وزن الكلمات!" أول موضوع افتتح به المجلس الوطني لحقوق الإنسان سلسلة ندواته ونقاشاته العمومية المنظمة في إطار مشاركته في فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته 27، يوم الجمعة 3 يونيو 2022.
وأغنى أشغال هذا اللقاء، الذي سير أشغاله مصطفى لعريصة، رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة مراكش-آسفي، كل من السيد هشام حذيفة، الكاتب العام للشبكة المغربية لصحافيي الهجرات، السيد محتات الرقاص، صحافي وعضو المجلس الوطني لحقوق الإنسان، السيدة سارة مقتدر، مكلفة بالتواصل، مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالرباط.
وفي تقديمه التأطيري لموضوع الهجرة، ذكر السيد مصطفى العريصة، رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة مراكش-آسفي، بالاختلافات المفاهيمية التي تطبع موضوع الهجرة والمهاجرين، متسائلا عن مدى مواكبة الإعلام المغربي للتحولات التي يعرفها المغرب على المستوى السياسي والقانوني فيما يتعلق بمعالجة هذه الظاهرة وكيفية التعامل مع ما قد تتناقله وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي حول الهجرة في علاقتها بالمقتضيات القانونية.
وعلى المستوى الدولي، أوضحت ممثلة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، السيدة سارة مقتدر، أن عدد الأشخاص الذين اضطروا للهجرة عبر العالم سنة 2020 تجاوز 83 مليون شخص ليرتفع العدد سنة 2021 إلى 90 مليون شخص، مردفة أنه من المتوقع أن يبلغ العدد 100 مليون في متم سنة 2022، وذلك بسبب تزايد بؤر التوتر والحرب عبر العالم. ووعيا من المفوضية بأهمية تحسيس الصحافيين في هذا المجال، وتوضيح الفروق الموجودة بين المهاجر واللاجئ وطالب اللجوء، أكدت مقتدر أن مكتب المفوضية يدأب على تنظيم لقاءات تواصلية مع الصحافيين بالمغرب لرفع الوعي بهذا الموضوع.
وبعد تحول المغرب من منطقة عبور لدولة استقرار، يوضح السيد هشام حديفة، الباحث السوسولوجي والكاتب العام للشبكة المغربية لصحفيي الهجرة، تزايد عدد الجمعيات التي تشتغل حول موضوع الهجرة والمهاجرين في العديد من المدن المغربية، منها الشبكة التي ينتمي إليها حيث تروم مواكبة الصحافيين وتحسيسهم بوقع تداول الصور النمطية وثقل الكلمات التي تستعملها وسائل الإعلام والتي قد تنتهك جملة من الحقوق المتعلقة بهذه الفئة.
وانطلاقا من ذلك، أكد السيد حذيفة على ضرورة تمكين المهاجرين من الكلمة داخل الإعلام المغربي بدل الاكتفاء بالحديث نيابة عنهم، مشددا على أهمية إشراك الإعلام وحثه على الالتزام بالجانب المهني وأنسنة التعامل الإعلامي مع موضوع الهجرة، من خلال الاهتمام بالقصص الإنسانية والمهنية الناجحة للمهاجرين بدل الاقتصار على نقل مآسيها.
ومن جانبه، أبرز السيد محتات الرقاص، عضو المجلس الوطني لحقوق الإنسان والصحافي، أن الإعلام يعتبر فاعلا محوريا في تعزيز حقوق المهاجرين، ومن هذا المنطلق يعتبر مطالبا بالتعامل مع قضايا الهجرة انطلاقا من المرجعية الدولية لحقوق الإنسان والتزامات المملكة في هذا المجال، مؤكدا على أهمية تكوين الصحافيين في مجال محاربة ترويج الصور النمطية حول المهاجرين والتعريف بالتشريعات الوطنية والدولية ذات الصلة بحقوق المهاجرين.