أكدت السيدة آمنة بوعياش، في مداخلة بعنوان: "أي فعلية لحقوق الشباب؟"، ألقتها في إطار مشاركتها في "ملتقى مجلس المستشارين للشباب المغربي" في دورته التأسيسية تحت شعار: "أي سياسة ترابية جهوية للشباب؟"، أن فعلية حقوق الإنسان كمنهج وممارسة تساهم في تعزيز قدرة الفاعلين على فهم إشكاليات حقوق الإنسان بصفة عامة، وعلى نحو خاص ما يرتبط بالشباب، مؤكدة في نفس السياق، أن "تعزيز هذه الفعلية يتم من خلال دمج الجوانب القانونية وغير القانونية خلال إعداد البرامج والسياسات العمومية المرتبطة بالشباب".
وخلال هذه الجلسة التفاعلية، المنظمة في فاتح يونيو 2022 والتي ضمت مجموعة من الشباب يمثلون الهيئات السياسية والنقابية ومنظمات المجتمع المدني، أكدت السيدة بوعياش على أهمية تعزيز مفهوم "فعلية حقوق الإنسان" في النهوض بقضايا الشباب وإدماجهم، مشددة على "ضرورة تحقيق التقائية البرامج القطاعية والسياسات العمومية وتحسينها حتى تحقق الأثر المرجو منها على الفئات المستهدفة، ومن بينها الشباب، وبالتالي العمل على تقليص الفوارق المجالية التي تعاني فئة الشباب من تبعاتها"، داعية في السياق ذاته إلى ضرورة إدماج واندماج الشباب في وضع السياسات العمومية من خلال تقوية مشاركتهم السياسية.
ولم يفت السيدة بوعياش الوقوف عند ما أفرزته الاستحقاقات الانتخابية لشتنبر 2021 من مؤشرات إيجابية تؤكد انخراط الشباب في العملية الانتخابية ومشاركتهم بشكل فعال في إثارة مختلف القضايا ذات الراهنية، مؤكدة على أهمية مساهمة الشباب في النهوض بقضايا حقوق الإنسان.
وفي معرض حديثها عن أهمية حماية البيئة، وخصوصا الموارد المائية، وعلاقتها بالفقر، دعت رئيسة المجلس إلى توعية الشباب بشأن المواضيع المتعلقة بالبيئة من قبيل حماية الموارد المائية التي من شأنها ضمان استمرارية الأجيال القادمة، مؤكدة على وجود علاقة سببية مباشرة بين التدهور المستمر للمحيط البيئي للإنسان وبين تزايد رقعة الفقر واستفحال التفاوتات في الولوج لحقوق الإنسان الأساسية.
وتميز هذا اللقاء بتفاعل الشباب الحاضر مع مضامين عرض السيدة الرئيسة من خلال إثارتهم لمجموعة من القضايا التي تهمهم مثل: التمكين المادي للشباب وإشكالية الشغل؛ النهوض بالمدرسة العمومية؛ خلق مجلس للشباب لضمان تحقيق التقائية البرامج القطاعية والسياسات العمومية؛ التربية على المواطنة وتعزيز الحس الوطني لدى الشباب؛ إلخ. كما أثارت بعض التدخلات الدينامية التي تطبع أداء اللجن الجهوية لحقوق الإنسان من خلال التأسيس لشراكة حقيقية بين المجلس وجمعيات المجتمع المدني في مختلف جهات المغرب بهدف ترسيخ ثقافة حقوق الإنسان في أوساط الشباب.
وفي ختام هذا اللقاء التفاعلي، حثت السيدة بوعياش الشباب الحاضر، ومن خلالهم كل الشباب المغربي، على أخذ الكلمة في كل المناسبات واللقاءات والتفاعل مع قضايا الشأن العام والتعبير عن آرائهم ومقترحاتهم. كما دعتهم للانخراط في ورش الحماية الاجتماعية الذي يهدف إلى تعزيز الحق في الصحة من خلال جعل الإنسان محور البرامج التنموية.
وجدير بالذكر أن مجلس المستشارين يسعى من خلال تنظيم هذا الملتقى السنوي، الذي يعرف مشاركة أزيد من 300 شابة وشابا مغربيا أقل من 30 سنة يمثلون مختلف الهيآت السياسية والنقابية والجمعوية بمختلف جهات المملكة، إلى المساهمة في الرفع من مستوى حكامة البرامج والمشاريع الاقتصادية والاجتماعية المتعلقة بالشباب في بعدها الجهوي وامتدادها الترابي، وتوسيع الإطار المؤسساتي لتعزيز المشاركة الديمقراطية للشباب على المستوى المركزي والترابي.