تطلق اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة فاس-مكناس، من فبراير إلى يونيو 2021، سلسلة من الورشات التفاعلية حول "فعلية الحق في التربية والتكوين" لفائدة الأشخاص في وضعية إعاقة، انطلاقا من دورها كآليه للقرب في مجال حماية حقوق الإنسان والنهوض بها، وتفعيلا لتوجهاتها الاستراتيجية.
وتهدف هذه اللقاءات إلى التداول حول سبل تنزيل ترابي، تشاركي، فعلي وسليم ل"البرنامج الوطني للتربية الدامجة لفائدة الأطفال في وضعية إعاقة" وصياغة مقترحات انطلاقا من اختصاصات وأدوار مختلف الفاعلين الترابيين المعنيين بالتربية والتكوين، وفي انسجام تام مع الخصوصية الجهوية والمحلية، في أفق تعزيز حق الأشخاص في وضعية إعاقة في الولوج الفعلي لمنظومة التربية والتكوين المهني.
وانسجاما مع هذا التوجه، تنظم هذه الورشات بشراكة مع كل من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، المديريات الإقليمية للتربية والتكوين (بفاس، مكناس، تازة، بولمان، تاونات، صفرو، الحاجب، مولاي يعقوب وإفران)، الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة وجمعيات آباء وأوباء التلاميذ، من أجل إشراك جميع الفاعلين الترابيين المعنيين في التنزيل الترابي للبرنامج الوطني للتربية الدامجة.
وقد تم افتتاح برنامج هذه اللقاءات من خلال ورشة تفاعلية أولى نظمت، يوم الأربعاء 10 فبراير 2021 بمدينة فاس، حول "دور الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة في التنزيل الترابي للبرنامج الوطني للتربية الدامجة"، بحضور ممثلي اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بفاس-مكناس وبعض الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة التي تشتغل حول ملف التربية والتكوين، على أن تتواصل هذه الورشات بباقي مدن الجهة.
ويهدف "البرنامج الوطني للتربية الدامجة لفائدة الأطفال في وضعية إعاقة"، الذي أطلقته وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي سنة 2019 تحت شعار "لن نترك أي طفل خلفنا"، إلى إدماج جميع الأطفال في وضعية إعاقة في المنظومة التربوية وتمكينهم من حقهم في الولوج بشكل متساوٍ للتعليم.
وجدير بالتذكير أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان قد دعا من خلال تقريره السنوي عن حالة حقوق الإنسان بالمغرب لسنة 2019 إلى ضرورة التنزيل السليم "للبرنامج الوطني للتربية الدامجة لفائدة الأطفال في وضعية إعاقة" على المستوى الجهوي والإقليمي، وذلك من خلال اتخاذ التدابير الكفيلة بضمان فعلية الولوج لهذا الحق عبر رصد كل الإمكانيات المادية والإدارية اللازمة، وتكوين العاملين على تنزيله ومحاربة التمثلات السلبية والصور النمطية التي تكرس التمييز اتجاه الأطفال في وضعية إعاقة.