أكدت السيدة آمنة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أن نكبة الشعب الفلسطيني ليست حدثا مضى، بل معاناة حيّة، مستمرة، تُنتهك فيها الحقوق وتُزهق فيها الحياة، وهي مأساة مستمرة تُسائل الضمير الإنساني والمنظومة الحقوقية الدولية.

جاء ذلك في كلمة خلال لقاء نظمته سفارة دولة فلسطين بالمغرب مساء يومه الأربعاء 28 ماي بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط، تخليدًا للذكرى 77 لنكبة الشعب الفلسطيني تحت شعار "لن نرحل.. فلسطين للفلسطينيين"، دعت فيها رئيسة المجلس المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، على اعتبار أن النكبة ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، "بل هي اختبار حقيقي لضمير العالم، هي مرآةٌ لصدقية تعهداتنا الدولية، ولقدرتنا الجماعية على حماية المبادئ التي آمنا بها، وصغناها بتوافقنا لنقطع مع ويلات الحروب والتهجير"، تقول السيدة بوعياش.

وأضافت أن النكبة مأساةٌ لمنظومة حقوق الإنسان نفسها، التي عجزت حتى اليوم، عن القطع مع مآسي وفواجع الحرب، فهي تُسائلنا جميعا، وإن استمرت، لن تكون مأساة الفلسطينيين وحدهم بل مأساة الإنسانية جمعاء، مشددة على أن تخليد ذكرى النكبة اليوم، "لحظة لمساءلة الضمير الإنساني لينهض ضد الحرب ويوفر الحماية للمدنيين".

ولم يفت السيدة بوعياش التأكيد على أن المجلس بصفته مؤسسة وطنية مستقلة لحقوق الإنسان، ما فتئ في مناسبات عديدة، يترافع لضمان حقوق الشعب الفلسطيني انسجاما مع مواقف فاعلين حقوقيين على المستوى الإقليمي والدولي، وكذا مع المواقف التاريخية للمملكة المغربية، التي تتميز بانخراط فاعل في جهود السلام ودعم ميداني ملموس يجسده التزام جلالة الملك عبر مبادرات إنسانية وتنموية تضع الإنسان الفلسطيني في قلب الانشغالات والاهتمامات.

المسؤولة الحقوقية ضمت بالمناسبة صوتها للنداء الإنساني العاجل للجنة الفلسطينية لحقوق الانسان إلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة في هذه الذكرى، والذي شدد على اتخاذ إجراءات فورية وفعالة لفرض وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الحصار على غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية، والالتزام بقرارات الأمم المتحدة.

القانون الدولي لحقوق الإنسان، الذي يُعد من أبرز مكتسبات البشرية، تقول السيدة بوعياش، ليس عائقا أمام ضمان حقوق الفلسطينيين، بل هو الإطار المرجعي الذي يُفترض أن يضمن للجميع، دون استثناء، التمتع بحقوقهم، فتفعيل هذه الحقوق واحترامها ليس خيارا سياسيا أو أخلاقيا، بل ضرورة لا تحتمل التفاوض أو التأجيل.

تميز اللقاء بمداخلتي سفير دولة فلسطين بالرباط، السيد جمال الشوبكي، والسيد أحمد أبو هولي، رئيس دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية، بحضور مجموعة من الفاعلين المؤسساتيين والحقوقيين والجمعويين.

لتحميل كلمة السيدة الرئيسة