نظم المجلس الوطني لحقوق الإنسان، يومه الجمعة 28 أبريل 2023 بمراكش، المحطة الرابعة للاستشارات الجهوية مع الأطفال، التي أعطت انطلاقتها رئيسة المجلس، السيد آمنة بوعياش، في فبراير الماضي بجهة كلميم-واد نون، تحت شعار "أنا من يقرر مصيري"، لتشمل باقي جهات المملكة على امتداد سنة 2023، تفعيلا لمبدأ المشاركة المنصوص عليه في اتفاقية حقوق الطفل.
وفي افتتاح فعاليات هذه الاستشارة، التي حضرها أعضاء اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة مراكش-آسفي وفاعلون مؤسساتيون ومدنيون مهتمون بشؤون الطفولة وممثلو أطفال الجهة، أكد السيد مصطفى لعريصة، رئيس اللجنة الجهوية، على أهمية هذه الاستشارات التي بادر إلى إطلاقها المجلس الوطني لحقوق الإنسان والتي تعد الأولى من نوعها على المستويين العربي والإفريقي. كما اعتبرها ممارسة فضلى يمكن تقاسمها مع باقي المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في كل من العالم العربي والقارة الإفريقية، مضيفا أن هذه الاستشارات تهدف إلى تفعيل ومأسسة "مبدأ المشاركة"، الذي يعد أحد المبادئ الأساسية لـ "اتفاقية حقوق الطفل".
ومن جهته، أكد السيد خالد الحنفيوي، المكلف بقسم الطفولة بالمجلس، على أهمية هذه الاستشارات مع الأطفال التي تشكل فرصة للتفاعل المباشر مع أطفال الجهة حول مواضيع تهمهم والوقوف على تمثلهم لمدى إعمال بنود اتفاقية حقوق الطفل التي صادق عليها المغرب، مؤكدا على أهمية إشراك الأطفال الذين يعتبرون شريكا وفاعلا أساسيا في صياغة المنظومة الحمائية ببلادنا وتطويرها، وكذا فرصة لإسماع صوت أطفال المغرب للجنة الأمم المتحدة لحقوق الطفل.
وشكل هذا اللقاء مناسبة قدم خلالها السيد عبد الكريم الأعزاني، منسق الآلية الوطنية للتظلم الخاصة بالأطفال ضحايا انتهاكات حقوق الطفل، مهام الآلية وصلاحياتها التي تتمثل في تلقي الشكايات المقدمة إما مباشرة من قبل الأطفال ضحايا الانتهاك أو نائبهم الشرعي أو من قبل الغير، فضلا عن القيام بجميع التحريات المتعلقة بالشكايات المتوصل بها ومعالجتها والبت فيها.
وفي أفق إعداد تقرير مستقل خاص بالأطفال يهم إعمال اتفاقية حقوق الطفل وفق المعايير الدولية لمشاركة الأطفال، والذي سيتم توجيهه للجنة الأمم المتحدة لحقوق الطفل، بالموازاة مع التقرير الوطني، تم تقسيم الأطفال المشاركين إلى ثلاث ورشات همت: "التربية والتعليم والصحة والعدالة"؛ "الولوج إلى المعلومة والمشاركة"؛ بالإضافة إلى ورشة ثالثة خاصة ب"الحماية والعنف الجنسي اتجاه الأطفال".
وقد روعي في هذه الاستشارة، التي عرفت مشاركة 32 طفلا وطفلة تتراوح أعمارهم بين 12 و17 سنة، من مختلف أقاليم الجهة، ضمان مشاركة الأطفال بجميع فئاتهم، ذكورا وإناثا، من الوسطين القروي والحضري، وكذا إشراك الأطفال في وضعية إعاقة والأطفال في وضعية صعبة والأطفال الأجانب، إلخ.