شاركت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، السيدة أمنة بوعياش، يوم الخميس 24 أكتوبر 2019 في أشغال مؤتمر أوروبي رفيع المستوى حول الهجرة، تحتضنه عاصمة فلندا هلسنكي على مدى يومين، 20 سنة بعد تحديد المبادئ الأساسية لسياسة مشتركة للاتحاد الأوروبي بشأن الهجرة بجارتها الشمالية تامبيري (Tampere).
في إطار هذه المشاركة، قدمت السيدة بوعياش مداخلة في أول يوم من المؤتمر، في سياق محور في برنامج القمة خاص بالشراكات والتعاون مع الدول الأخرى (من خارج الاتحاد الأوروبي)، مقاربته الاستماع لشخصيات بارزة والاستفادة من خبراتها في وضع أجندة الاتحاد الأوروبي المستقبلية في مجال الهجرة واللجوء.
السيدة بوعياش ركزت في كلمتها على الجانب الإنساني وعلى حماية حقوق الإنسان الأساسية للمهاجرين، مشددة على ضرورة العمل على الحد من المآسي والمعانات الإنسانية التي يواجهها المهاجرون.
وفي هذا الإطار، نبهت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان إلى إشكاليات التعامل مع قضايا الهجرة من زاوية تقنية وأمنية محضة، لا تأخذ بعين الاعتبار هذه المآسي والمعانات والتحديات المرتبطة بالاتجار في البشر واستغلال المهاجرين والفقر.
ومن أجل ذلك، تقول السيدة أمنة بوعياش، وافق المغرب السنة الماضية على تنظيم مؤتمر اعتماد الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية، الذي صادقت عليه غالبية الدول، وهو ما يدعو للاحتفال، تضيف السيدة بوعياش، خاصة أن دول النصف الشمالي من الكرة الأرضية لم تصادق جميعها على الاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم، التي تضمن حقوق الإنسان الأساسية للجميع.
هذا ما يأمل تحققه من خلال الأهداف إل 23 للاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية، تضيف بوعياش، بحيث يجب أن ينظر إليها باعتبارها مبادئ توجيهية لحماية حقوق الإنسان والنهوض بها والعمل على رصد وتتبع تنفيذها من قبل الدول.
ولم يفت السيدة بوعياش الإشارة إلى الأدوار التي يلعبها المجلس الوطني لحقوق الإنسان على المستوى الدولي، باعتبار رئاسته لمجموعة عمل التحالف الدولي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، حيث لا يتوانى المجلس عن تقاسم خبراته في المجال، خاصة في مجال حماية حقوق المهاجرين واللاجئين وتتبع تنفيذ الميثاق العالمي للهجرة والعمل مع مراكز الإعلام و البحث، مثل المرصد الإفريقي للهجرة الذي سيحتضن المغرب مقره قريبا، في إطار تفعيل الأجندة الإفريقية بشأن الهجرة.
وعلى المستوى الوطني، أشارت السيدة بوعياش إلى أن مقاربة حماية حقوق المهاجرين تقوم لدى المجلس على العمل المباشر مع المهاجرين، سواء في مجال الولوج إلى الرعاية الصحية والتعليم والتمثيلية القانونية، وكذا مساعدة المهاجرين على إيجاد موقع قدم في بيئة غير مألوفة. كما أقدم المجلس على عقد شراكات مع أكثر من 30 جمعية للمهاجرين لمساعدة المهاجرين على الاندماج في الحياة العامة، خاصة الأطفال والنساء.
تجدر الإشارة إلى أن النقاش الأوروبي حول الهجرة يتطرق على مدى يومين، بالإضافة إلى إطار الشراكات والمقاربة العامة مع الدول المعنية بالهجرة خارج دول الاتحاد، إلى محاور متعددة رئيسية أبرزها: الإطار المالي وميزانية تدبير قضايا الهجرة، اختصاصات وكالات الاتحاد الأوروبي المعنية في علاقتها مع مسؤولية سلطات الدول الأعضاء على المستوى الوطني في ما يخص تدبير الحدود، علاقة الهجرة بالتنمية وعلاقة التنمية بالهجرة، الإدماج والتحديات المتعلقة به، إصلاح سياسة اللجوء، من أجل نظام مشترك للجوء...
من الفعاليات المشاركة في هذا المؤتمر المنظم على هامش رئاسة فلندا للاتحاد الأوروبي من قبل الشبكة الأوروبية للهجرة-فلندا، شبكة أوديسوس، وهي شبكة أكاديمية للدراسات القانونية حول الهجرة واللجوء بأوروبا، ومركز السياسات الأوروبي: مفوض الأمم المتحدة السامي للاجئين، مدير عام المنظمة الدولية للهجرة، مدير عام المركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة ومدراء آليات الاتحاد الأوروبي المعنيين بالهجرة، بالإضافة إلى أكاديميين وخبراء وصانعي السياسات الأوروبية، وفاعلين من المجتمع المدني من مختلف الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ودول شريكة.