أعلنت السيدة آمنة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أن ملاءمة آلية التظلم الخاصة بالأطفال ضحايا انتهاكات حقوق الطفل مع المعايير الدولية تعتمد على مأسسة مبدأ مشاركة الأطفال، الذي يعتبر بمثابة ورش استراتيجي لعمل المجلس، مؤكدة أنها حرصت خلال لقاءاتها التفاعلية مع الأطفال على "الاستماع أكثر للأطفال في وضعية هشاشة، سواء منهم الذين يعيشون في مناطق تعرف خصاصا في البنية التحتية أو الأطفال المحرومين من الوسط العائلي".
وأوضحت رئيسة المجلس في كلمة ألقاها نيابة عنها السيد منير بنصالح، الأمين العام للمجلس، خلال افتتاح ورشة العمل بين آلية التظلم الخاصة بالأطفال ضحايا انتهاكات حقوق الطفل واللجن الجهوية لحقوق الإنسان، صباح يوم الخميس 14 أكتوبر 2021 بمقر المجلس، أن المجلس يصبو من خلال هذا اللقاء التفاعلي إلى "بلورة عناصر لوضع نموذج وطني لعمل الآلية"، مشيرة إلى أنه رغم وجود نص مرجعي، (التعليق العام رقم 2 للجنة الأمم المتحدة لحقوق الطفل الخاص بدور المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان ودورها في حماية حقوق الطفل والنهوض بها) "إلا أن الممارسة الميدانية أظهرت لنا بأنه ليس هناك نموذج واحد لاشتغال الآلية، وبالتالي فمنهجية التدخل تبقى مرتبطة بالسياق والمشهد المؤسساتي الوطنيين".
وسجلت السيدة بوعياش وعي المجلس بالأهمية التي تضطلع بها فضاءات استقبالات الأطفال ضحايا انتهاكات حقوق الطفل، مشددة في نفس السياق على أن انشغال المجلس منصب على كيفية جعل "فضاءات الاستقبالات فضاءات صديقة للطفل كما تُعَرفها لجنة الأمم المتحدة لحقوق الطفل، ولهذا أطمح لجعل منهجية الاستقبالات موحدة وتتلاءم والإطار المعياري الدولي لحقوق الطفل".
من جهته أكد السيد عبد الكريم الأعزاني منسق الآلية، في مداخلته أن الهدف من هذا اليوم الدراسي هو تنظيم العلاقة بين آلية تظلم الأطفال واللجن الجهوية لحقوق الإنسان ومحاولة تجويد العمل لما يخدم مصلحة الطفل الفضلى وضمان مشاركة الطفل، كما استعرض مهام الآلية كما هو منصوص عليها في القانون رقم 76.15 المتعلق بإعادة تنظيم المجلس الوطني لحقوق الإنسان ونظامه الداخلي.
من جهتها استعرضت السيدة مليكة العاطفي، المسؤولة عن وحدة حماية الطفولة باليونيسف، المحطات العديدة للتعاون بين المجلس واليونيسف في سيرورة المشاورات من أجل إرساء الآلية الوطنية للتظلم الخاصة بالأطفال ضحايا انتهاكات حقوق الطفل، وتاريخ التفاعلات التي كانت بين المجلس واليونيسف منذ سنة 2003.
كما ذكرت السيدة العاطفي بتأكيد اليونيسف، خلال تقديم التقريرين الرابع والخامس للجنة حقوق الطفل، على ضرورة إنشاء الآلية داخل المجلس وهو الأمر الذي يتماشى مع التقرير الثاني للجنة حقوق الطفل.
وتميز هذا اللقاء التفاعلي بحضور رئيسات ورؤساء اللجن الجهوية لحقوق الإنسان الذين تعاقبوا على استعراض تجاربهم الميدانية في التعامل مع تلقي شكايات الأطفال ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان ومعالجتها، وكذا الصعوبات التي تعترضهم.
للتذكير فإن آلية التظلم الخاصة بالأطفال تتلقى الشكايات عبر البريد العادي (22 شارع الرياض، حي الرياض، الرباط) أو البريد الإلكتروني: Chikaya-enfant@cndh.org.ma