"30 التزاما كونيا من أجل الكرامة الإنسانية: كونية حقوق الإنسان.. فعلية تحققت أم مسار غير مكتمل؟"
انطلقت يومه الخميس 7 دجنبر 2023 بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط، أشغال المناظرة الدولية "30 التزاما كونيا من أجل الكرامة الإنسانية: كونية حقوق الإنسان.. فعلية تحققت أم مسار غير مكتمل؟"، والتي ينظمها المجلس الوطني لحقوق الإنسان تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، احتفاء بالذكرى الـ 75 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمنظمة على مدى يومي 7 و8 دجنبر 2023.
وتميزت الجلسة الافتتاحية للمناظرة بتلاوة رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، السيدة آمنة بوعياش، للرسالة الملكية السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى المشاركات والمشاركين في هذه التظاهرة الدولية.
وأكد صاحب الجلالة في رسالته السامية على الحاجة الماسة والملحة لمواصلة التفكير في أنجع السبل الكفيلة بإعمال مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، حيث أبرز جلالة الملك أن الاحتفال بالذكرى 75 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان يأتي في خضم التوترات والمخاطر التي تستهدف أمن واستقرار ورخاء الشعوب، مشيرا جلالته إلى أن المجموعة الدولية لم تفلح بعد في ضمان تنزيل كافة مبادئ هذا الإعلان. وشدد صاحب الجلالة على أن الأهمية التي تكتسيها المناظرة تفرضها الحاجة الملحة للتذكير مجددا، بضرورة تجديد التزام كوني لحماية حقوق الأفراد والجماعات، خاصة الفئات التي تعيش أوضاعا هشة.
وبهذه المناسبة، أشادت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة ج. محمد، بتفاعل المملكة المغربية مع آليات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، مؤكدة على أن المملكة أكملت الجولة الرابعة من الاستعراض الدوري الشامل في 2022، داعية إلى مواصلة مواءمة الأطر القانونية والتنموية مع التزاماتها الدولية في مجال حقوق الإنسان. كما أثنت على ريادة المجلس الوطني لحقوق الإنسان ودوره المحوري في دعم الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء المدعومة ببرنامج مشترك لمنظومة الأمم المتحدة المعنية بالتنمية في المغرب، معربة عن أملها في استنساخ مثل هذه المبادرة في أماكن أخرى داخل إفريقيا وخارجها.
من جهته، لفت الأستاذ الجامعي والكاتب، عبد الحي المودن، الانتباه إلى تجاهل متزايد لخطاب حقوق الإنسان، معتبرا أن فعلية كونية حقوق الإنسان في هذا السياق غير ذي أهمية أو جدوى، مسلطا الضوء على الفجوات القائمة في ماهية حقوق الإنسان على المستوى العالمي. وفي تقييمه للوضع الحالي، أشار السيد المودن إلى تجاهل بعض القوى الدولية لقيم حقوق الإنسان في سياق النزاعات الحالية، مبرزا رغم ذلك بزوغ بصيص من الأمل لتحقيق السلم والأمن العالميين.
وفي معرض حديثه عن سبل تحقيق كونية حقوق الإنسان، أوضح السيد المودن أن الدفاع عن حقوق الإنسان ينبغي أن يكفله الاجتهاد القضائي، وتباين الأفكار، وإشراك الرأي العام، والتعددية الحزبية، منبها إلى تصاعد حركات وأحزاب تشكك في المبادئ الأساسية للحرية ولحقوق الإنسان، وبالتالي تعيق التنزيل الفعلي للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
من جانبه، شدد الكاتب الأفغاني، عتيق رحيمي، على أن تحقيق فعلية كونية حقوق الإنسان مسار متواصل يتطلب أساليب جديدة وقيم للاستجابة للتحديات الناشئة في مجال حقوق الإنسان، مبرزا ضرورة حماية القيم الإنسانية العالمية من قبيل الحرية والعدالة والكرامة لمواجهة خيبة الأمل التي تثقل كاهل الإنسانية، داعيا إلى تطوير التصورات الاجتماعية ومكافحة خطاب الكراهية والإقصاء.
وعرف اليوم الأول لهذه التظاهرة الدولية، التي حضر جلستها الافتتاحية عدد من الوزراء والمسؤولين السامين، ويشارك في أشغالها مجموعة من المؤلفين والفلاسفة والمؤرخين والصحفيين والفنانين، إلى جانب مفكرين وخبراء وفاعلين وأدباء مغاربة وأجانب، مناقشة مواضيع ذات الصلة بكونية حقوق الإنسان في ضوء التحولات العميقة والتحديات الناشئة التي يواجهها العالم، أبرز خلالها المشاركات والمشاركون الجهود المؤسساتية والمدنية التي تبذلها البلدان الافريقية للنهوض بحقوق الإنسان، وتوطيد صرحها الديمقراطي والحقوقي، والحضور بشكل فاعل داخل المنظومة الحقوقية الدولية.
كما تميز هذا اليوم أيضا بتنظيم حفل تقديم طابع بريدي وقطعة نقدية برحاب المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بمناسبة تخليد هذه الذكرى بشراكة مع مجموعة بريد المغرب ووالي بنك المغرب بحضور كل من رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، السيدة آمنة بوعياش، والمدير العام لمجموعة بريد المغرب، السيد أمين ابن جلون التويمي، وبنك المغرب، السيد عبد اللطيف الجواهري، في شخص مدير دار السكة بالمغرب السيد حسن ركراكة، ومدير مركز الأمم المتحدة للإعلام بالرباط، السيد فتحي الدبابي.