تقاسم المجلس الوطني لحقوق الإنسان يوم الثلاثاء 4 فبراير 2019 تجربته في مجال نشر ثقافة المواطنة وحقوق الإنسان مع المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان الأعضاء في الشبكة العربية الملتئمين في ورشة إقليمية حول "نشر ثقافة حقوق الإنسان في إطار أهداف التنمية المستدامة" (مراكش، 4-5 فبراير 2019).
بالإضافة إلى عروض أعضاء وأطر المجلس الوطني لحقوق الإنسان، التي تناولت مقومات تجربة المجلس وممارساته في هذا المحور، شددت السيدة آمنة بوعياش، رئيسة المجلس، على أن المؤسسة تعي بشكل كبير أهمية التربية على المواطنة وحقوق الإنسان، ومن أجل ذلك جعلت هذه المسألة ضمن أولويات استراتيجيتها الرامية، بشكل عام، للوقاية من الانتهاكات وحماية حقوق الإنسان والنهوض بفعليتها، خاصة أن تطوير الترسانة القانونية المؤسساتية وتعزيز المواءمة مع المعايير الدولية لا تكفي لوحدها لتعزيز الوعي بالحقوق والحريات، مما ينبغي معه، تضيف السيدة بوعياش، تعزيز ذلك وتدعيمه بمقاربات تحسيسية وتثقيفية وتربوية من شأنها تطوير سلوك الأفراد والمجتمعات وتغيير العقليات.
"مسألة نشر ثقافة حقوق الإنسان من العمليات الكبرى في مجال حقوق الإنسان"، تضيف رئيسة المجلس، وهي مسار متواصل وممتد في الزمن هدفه تعزيز مكانة المواطن(ة) في وجعله في قلب وجوهر كل مبادرة أو استراتيجية للتنمية وكذلك ترسيخ البناء الديمقراطي.
نشر هذه الثقافة عمل وقائي بالدرجة الأولى لذلك لا يجب "الاكتفاء بالمبادرات التبسيطية، بل يجب الإنكباب بالأساس على إرساء تحول تدريجي مفاهيمي من شأنه تأمين استدامة النتائج المحصلة على المدى الطويل"، تقول السيدة بوعياش. تجدر الإشارة إلى أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان شدد في مداخلاته كذلك على ضرورة الرفع من وتيرة العمل والإبداع لتصور مبادرات أكثر شمولية في مجال نشر ثقافة حقوق الإنسان، مع التأكيد على التعامل اليقظ مع المستجدات وتعزيز قدرات الفاعلين المعنيين بشكل فوري من أجل "تعميق قرائتنا للواقع بشكل يساعدنا على تصور الوسائل والمقترحات والآليات الجديدة لنشر ثقافة حقوق الإنسان بطريقة تضمن فعالية أكبر".