نشر في

في إطار فعاليات الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، أضاء أطفال وطفلات جهة سوس- ماسة- درعة فضاء رواق المجلس الوطني لحقوق الإنسان بعروض فنية وتعبيرات حقوقية إبداعية، جعلت صوت الطفولة حاضراً بقوة في قلب هذا الحدث الثقافي. 

حضورهم لم يكن للتعبير الفني فحسب، بل أيضا فرصة للمرافعة والتعبير عن وعيهم بحقوقهم وأحلامهم في مغرب يتّسع للجميع.

هكذا انطلقت صباحية اليوم الرابع برواق الحقوق والتعابير بفقرة تفاعلية بين الأطفال والفنان كمال كاظمي قدم فيها مقتطفات من إيقاعات موسيقية وأهازيج تعكس غنى وتنوع التراث المغربي. 

وشارك الأطفال بلوحة غنائية من التراث الأمازيغي المحلي بعنوان ”كلمات السلام“ (Awal n afra). هذا العرض الذي جمع بين ابتهالات تراثية وأمداح نبوية باللغة الأمازيغية، عبّر عن انخراط الأطفال الواعي في النهوض بالقيم الإنسانية والحقوقية، وعن فخرهم بهويتهم الثقافية المتجذرة والمنفتحة في آن واحد.

وتميزت هذه الفقرة الصباحية بلقاء مع رئيس الشبكة الافريقية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، السيد جوزيف ويتال، وعضو لجنة حقوق العمال المهاجرين التابعة للامم المتحدة، السيد كان أنفر، تناولا فيها موضوع الحق في الثقافة والحق في الهوية وأشادا بدور المجلس الوطني لحقوق الإنسان وحملاته بالمعرض من أجل النهوض بهذه الحقوق لا سيما ما يتعلق بالثقافة والهوية الإفريقية، وذلك من خلال توفير منصة في رواقه للتعبير وتقاسم غنى الثقافة المغربية والافريقة. كما شددت كلمتيهما على الافتخار والاعتزاز بالهوية والثقافة وأهمية ترسيخها منذ الطفولة.

وتم خلال هذه الفقرة عرض فيلم تربوي فني بعنوان ”قلم“، سلط الضوء على إشكالية الحق في التمدرس في الوسط القروي لفئة من الأطفال في وضعية إعاقة، وتحديدا الأطفال في وضعية إعاقة سمعية. الفيلم يمثل تجربة إبداعية لأطفال موهوبين جمعوا بين التعبيرات الفنية والرسائل الجادة، ويشكل دعوة صريحة للاستماع للأطفال واعتبارهم فاعلين في قضايا المجتمع.

تنوعت الإبداعات بين مختلف الفنون التعبيرية من غناء، وإنشاد، ولوحات تشكيلية، وتمثيل، مما جعل رواق المجلس منصة حقيقية لإعلاء صوت الطفولة.

مشاركة أطفال سوس-ماسة درعة شكّلت مناسبة للتأكيد أن الطفل المغربي، حين يُمنح الفضاء للتعبير، يصبح شريكاً فعليا ومساهما في الترافع من أجل بناء مجتمع أكثر عدلاً وكرامة.

اقرأ المزيد