نشر في

iznasni

-رحل جسدا لتظل روحه حية في قلوب كل من عرفوه- 

التواضع، الحكمة، نبل الأخلاق، التفاني المستميت، السخاء المعرفي،...كانت تلك بعضا من صفات الراحل مصطفى اليزناسني التي لم تسع الحاضرين حفل تكريمه الكلمات لحصرها أو التعبير عن مدى فداحة خسارته، خسارة  هرم من أهرام الساحة النضالية في المغرب، رجل ترك بصمات قوية في مسار صنع مغرب أفضل.

في استحضار لمساره الإنساني والنضالي المتميز،  دعا المجلس ثلة من رفقاء أو بالأحرى من نالوا الحظ وجمعتهم دروب الحياة مع هذا الرجل الذي ستظل  بصمته شاهدة على فكره المستنير في كل المجالات التي اشتغل بها من صحافة ونضال...  فشهادات رفاق وزملاء الفقيد اليزناسني أجمعت كلها على نبل أخلاقه وتفاني الرجل في الدفاع عن قضايا حقوق الإنسان بحكمة وتواضع الكبار.

رئيسة المجلس أكدت أن كل من عرف الفقيد مصطفى اليزناسني عن قرب، أو حتى للحظات معدودات، لابد أن يتذكر طيبوبته ودماثة خلقه من الناحية الإنسانية، ولابد أن يسجل تفانيه في العمل وحرفيته النادرة من الناحية العملية. ومن يعرف الفقيد عن قرب يدرك حجم الخسارة التي أصابت المشهد الحقوقي بفقدانه.

الرئيس السابق للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، السي أحمد حرزني، لم يكن أقل تأثرا وهو يسرد بعضا من اللحظات التي جمعته مع الفقيد مؤكدا أن السي مصطفى إنسان حقق إجماعا نادرا حوله... رجل استثنائي بكفاءات استثنائية، صحفي ديبلوماسي مناضل وحقوقي... ملم بصفة كبيرة بالآداب والعلوم يتميز بكثير من الأناقة ومن التواضع ونكران الذات وهو "خير أنيس وشريك" في مسار مهني ونضالي طويل حيث واصل التزامه بقضايا حقوق الإنسان إلى آخر رمق بتفان وانضباط ونكران ذات.

ومن جهتها رصدت السيدة لطيفة الجبابدي، عضو هيئة الإنصاف والمصالحة، بعضا من خصال السيد اليزناسني مؤكدة على أنه تجسيد حي للطيبة والنبل ومثال للمثابرة والإخلاص في العمل، بحكمته ورسانته وجرأته في الرأي، إنسان استثنائي، مساهماته كبيرة ومتعددة في تجربة العدالة الانتقالية.

من جانبه، تطرق النقيب مصطفى الريسوني، عضو المجلس الوطني لحقوق الإنسان ورفيق درب الفقيد، إلى محطات العمل التي جمعته بالراحل والتي برزت فيها آراؤه الناضجة وتعليلاته الصائبة واقتراحاته المؤسسة.

وبدورها كشفت نرجس النجار، عضو المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري، عن السي اليزناسني المؤطر، الذي كان له أثر كبير في انطلاقة تجربتها الإعلامية مذكرة بأن الراحل ساهم في تكوين العديد من الصحافيين في بداية مسارهم المهني من خلال تقديم القدوة في الحرص على أبجديات المهنية و أخلاقياهتا، وقدرته الهائلة على التأطير وأيضا تدبير النزاعات من خلال الحوار والتبادل والمصالحة.

وفي استحضار لمساهمة الراحل ضمن محطة المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، أكد رئيسها السيد بوبكر لركو أن السي اليزناسني أحد مؤسسيها الكبار وأحد الذين قعدوا منهجية عملها وتنظيمها ومقاربتها، حيث كان فاعلا في التنوع الفكري والمذهبي للمنظمة بعمق تفكيره، وأخلاقه الرفيعة وعمق العلاقات الإنسانية التي تحلى بها في سلوكه اليومي.