المجلس الوطني لحقوق الإنسان يسعى لترافع جماعي من أجل تصميم وتطوير نظم الذكاء الاصطناعي وفقا لمقاربة قائمة على حقوق الانسان
"المجلس الوطني لحقوق الإنسان يسعى إلى تحقيق ترافع جماعي من أجل ذكاء اصطناعي مسؤول وأخلاقي يعتمد على مقاربة قائمة على حقوق الإنسان (Human Rights by Design)."
جاء ذلك في كلمة الأمين العام للمجلس، السيد منير بنصالح، بمناسبة افتتاح المناظرة الوطنية حول "استعمال وتطوير مسؤول للذكاء الاصطناعي بالمغرب، نحو رؤية مشتركة وشاملة" المنظمة من قبل وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة بتعاون مع منظمة اليونسكو، مؤكدا أن "ما يهمنا من موقعنا كمدافعين عن حقوق الإنسان هو ضمان عدم انتهاك الخوارزميات والتكنولوجيا القائمة على نظم الذكاء الاصطناعي لحقوق الإنسان واحترام حرية التصرف والاختيار دون توجيه أو تضليل وحماية الخصوصية وعدم تكريس أشكال التمييز والصور النمطية، ...".
وأبرز السيد بنصالح خلال هذا اللقاء، المنظم يومه الإثنين 23 أكتوبر 2023، أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان أصدر في دجنبر 2022 وثيقة جامعة تتضمن 76 توصية و10 مبادئ توجيهية لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي من أجل حماية حقوق الإنسان، مسجلا أن الأمر يتعلق بثالث وثيقة تصدرها مؤسسة وطنية لحقوق الإنسان عبر العالم، وضمن 250 وثيقة معتمدة دوليا من طرف المفوضية السامية، والثانية على المستوى القاري.
ومن جهتها، أبرزت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، السيدة غيثة مزور، أن المغرب يعد من بين الدول الأوائل التي تنفذ توصية المنظمة المتعلقة بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، والتي تم اعتمادها على هامش الدورة 41 للمؤتمر العام لليونسكو المنعقد في نونبر 2021 بباريس.
كما نوهت بالمبادرات المتنوعة التي يشهدها المغرب في هذا المجال، والمتمثلة في إحداث مراكز للبحث في المجال بكل من وجدة والرباط وفاس وبنجرير. معتبرة أنه ينبغي إحداث منظومة موجهة للذكاء الاصطناعي بما يجعلها رافعة للابتكار والنمو الاقتصادي بالمملكة، ويجعل من الممكن خلق خدمات ووظائف ومهارات جديدة..
من جانبه، أشار مدير المكتب الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) لدى الدول المغاربية؛ إيريك فالت، إلى أن توصية اليونسكو بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي توفر أول إطار معياري دولي يركز على الأخلاقيات في تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي، مبرزا أن المغرب كان من أوائل الدول التي أعلنت توافقها الفعال مع هذه التوصية.
جدير بالذكر أن أشغال هذه المناظرة، التي ستتواصل على مدى يومين، تتمحور حول عدة مواضيع تهم أساسا "فرص وتحديات الذكاء الاصطناعي بالمغرب"، "انعكاسات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على الساكنة"، و"الذكاء الاصطناعي والاقتصاد والبنية التحتية".