يوميات الدورة 18 للمعرض الدولي للكتاب: تأبين بردوزي، إحياء لذكرى رجل ومفكر كبير
اختتمت إذن فعاليات الدورة 18 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالعاصمة الاقتصادية للملكة يوم أمس الأحد 19 فبراير 2012، هذا الملتقى الدولي الذي لم يأبى المجلس الوطني لحقوق الإنسان إلا أن يكون حاضرا فيه بقوة كعادته، حيث ترك بصماته بادية بجلاء على هذا "العرس الثقافي" ابتداء من رواق مشترك امتد على مساحة 400 متر مربع احتضن، بالإضافة إلى فضاء المجلس الوطني لحقوق الإنسان، فضاء ثلاث مؤسسات وطنية أخرى هي مجلس الجالية المغربية بالخارج ومجلس المنافسة والهيئة المركزية للوقاية من الرشوة، مرورا بغزارة وتنوع الكتب المعروضة ووصولا لأهمية القضايا التي تمت مناقشتها داخل هذا الفضاء المشترك طيلة أيام معرض البيضاء الدولي.وإن كانت مختلف أنشطة الرواق قد حظيت بتفاعل كبير وتركت انطباعا جيدا لدى مختلف فئات الرواد والزائرين (الذين قدر عددهم ب 5000 زائر)، فإن تأبين الراحل محمد بردوزي وشهادة أصدقائه ورفاق دربه (السادة محمد سؤال، مستشار الرئيس المدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط، محجوب الهيبة، المندوب الوزاري لحقوق الإنسان، وعبد الجليل ناظم، مدير دار توبقال للنشر) وأحد طلبته (السيد مصطفى الخلفي، وزير الاتصال) حول عطاءات وإسهامات هذا الرجل الذي تعجز الكلمات عن وصف تفانيه وانشغاله الدائم بقضايا غاية في الأهمية بالنسبة للمواطن والمجتمع على حد السواء، كان له طبع خاص وفريد. إنها للحظة مؤثرة للغاية تلك التي أعلنت فيها زوجة الراحل والدموع تغمر جفنيها عن عزمها إحداث "مؤسسة الدكتور محمد بردزوزي"، تكريما لروح الراحل وحتى يستمر فكره وأفكاره في إضاءة سماء بلد هو في أمس الحاجة لأشخاص من طينة "سي محمد".
وبالإضافة إلى حفل تأبين المناضل الراحل محمد بردوزي، اقترح برنامج المجلس الوطني لحقوق الإنسان في يوم الاختتام ثلاثة لقاءات هامة كذلك، تمحول أولاها حول المجلس الوطني للغات والثقافة الذي نص دستور فاتح يوليوز 2011 على إحداثه. ومن أهم خلاصات هذا اللقاء، الذي أشرف على تسييره السيد خالد الشكراوي، أستاذ وباحث بجامعة محمد الخامس، وشارك في فعالياته السيد اسماعيل حمومي، شاعر ومتخصص في الثقافة الحسانية، والدكتورأحمد شحلان، من الخبراء القلائل المختصين في العبرية والتراث العبري اليهودي بالمغرب، الدعوة إلى أن يسهر هذا المجلس المرتقب إحداثه على النهوض بمختلف روافد الهوية المغربية، بما في ذلك المكونين العبري والحساني.
أما اللقاء الثاني، الذي أطرته السيدة شميسة رياحة، رئيسة اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بالدار البيضاء-سطات، وشارك فيه عالم الاجتماع السيد نور الدين الزاهي و الصحفي السيد مصطفى لعراقي، فتطرق إلى الدور الهام الذي يلعبه، أو يجب أن يلعبه، المثقف العربي في سياق التطورات التي تشهدها الساحة العربية أو ما يعرف ب "الربيع العربي". وفي نفس هذا السياق، قدمت كل من السيدتين أمل باشا، ناشطة حقوقية يمنية، والسيدة نبيلة الزبير، شاعرة روائية يمنية، وكذا السيد عبد الكريم محمد الخيواني، صحفي وسياسي يمني، والقاضي اليمني أحمد عبد الله الذبحاني صورة مركزة عن الوضع في اليمن الشقيق وتطورات ثورة الشباب اليمني وآفاقها.
أسدل الستار إذن عن الدورة 18 للمعرض الدولي للنشر للكتاب الذي انعقد بمدينة الدار البيضاء من 08 إلى 19 فبراير 2012، وكلنا نتطلع بشوق لاكتشاف برنامج المجلس الوطني لحقوق الإنسان في فعاليات دورة المعرض التاسعة عشرة.