رواق المملكة بمعرض الكتاب بجنيف يناقش "هيئة الإنصاف والمصالحة: تجربة مغربية في مجال العدالة الانتقالية"

احتضن فضاء المؤتمرات برواق المملكة المغربية بمعرض الكتاب والصحافة بجنيف يوم الخميس 26 أبريل 2012 حلقة نقاش حول تجربة هيئة الإنصاف والمصالحة باعتبارها إحدى التجارب الرائدة في مجال العدالة الانتقالية.

وخلال هذه الحلقة تطرق رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، السيد ادريس اليزمي، إلى خصوصيات هيئة الإنصاف والمصالحة (2004-2006) والفلسفة التي اعتمدتها في فتح وتناول ملفات الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بالمغرب وتدبيرها لطي صفحة الماضي واستشراف مستقبل أفضل من خلال كشف الحقيقة حول ما جرى من انتهاكات وإعداد عدد من التوصيات والمقررات لجبر الأضرار الفردية والجماعية وحفظ الأرشيف والتاريخ والذاكرة بالإضافة إلى التوصيات المتعلقة بالإصلاح السياسي والمؤسساتي والتشريعي...لإرساء أسس الحكامة الجيدة وضمان عدم تكرار ما جرى.

ولم يفت السيد اليزمي التذكير بسياق إحداث هيئة الإنصاف والمصالحة، التي كُلِّف المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان (المجلس الوطني حاليا) بتتبع تنفيذ توصياتها، والإصلاحات التي بادرت المملكة المغربية إلى اعتمادها في عهد الملك الراحل الحسن الثاني والتي تم تسريع وثيرتها في عهد الملك محمد السادس من أجل تحقيق المصالحة وتحرير ودمقرطة المشهد السياسي المغربي.

ومن جانبها، أشادت السيد مو بليكر، المبعوثة الخاصة المكلفة بانتهاكات الماضي والوقاية منها بوزارة الشؤون الخارجية الفيدرالية السويسرية، بتجربة هيئة الإنصاف والمصالحة وبما تم تحقيقه في المغرب في مجال العدالة الانتقالية، مؤكدة أهمية هيئات الإنصاف والحقيقة في طي صفحات الانتهاكات والانتقال الديمقراطي وتحقيق العدالة والمصالحة بين الضحايا والدولة وتعزيز الثقة بينهما.

وسلطت السيدة بليكر الضوء على التجربة الكولومبية في مجال العدالة الانتقالية من خلال هيئة الإنصاف الكولومبية التي يطلق عليها اسم "مجموعة الذاكرة التاريخية" المحدثة بموجب قانون العدالة والسلم الكولومبي. ومن خصائص هذه المجموعة، تشير السيدة بليكر، أنها تشتغل على طي صفحة الانتهاكات في ظل صراع مستمر منذ عقود مما يعقد ويصعب مهمتها، مضيفة أن المجموعة، التي تواكبها السيدة بليكر منذ إحداثها، قررت، على عكس باقي هيئات الحقيقة والإنصاف التي تصدر عادة تقريرا ختاميا يتضمن توصياتها وخلاصات عملها، إ صدار سلسلة تقارير تتضمن اقتراحات للسلطات المحلية والجهوية والوطنية في مجال الحقيقة والعدالة وجبر الأضرار.

يذكر أن المملكة المغربية تحل ضيف شرف على الدورة 26 للمعرض الدولي للكتاب والصحافة المنظم بين 25 و29 أبريل 2012 بجنيف، بمشاركة "مؤسسات الحكامة الجيدة": المجلس الوطني لحقوق الإنسان ومجلس الجالية المغربية بالخارج والهيئة المركزية لمحاربة الرشوة ومجلس المنافسة، بالإضافة إلى المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.